[ألم الأطفال]
[ألم الأطفال]
  فإن سأل بعض الملحدين الفجرة الأنجاس المتمردين فقال: ماعدل ربكم في ألم الأطفال، وبأي ذنب عذبهم ذو العظمة والجلال؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: ذلك يحتمل أربعة أوجه من العدل والإحسان والرحمة من الله الواحد الرحمن.
  [١] إما أن يكون تزهيداً لهم في هذه الدنيا.
  [٢] وإما أن يكون أراد ثوابهم في الدنيا.
  [٣] وإما أن يكون أراد ثوابهم الذي لا يبلي.
  [٤] وإما أن يكون أراد ثوابهم في الآخرة والأولى.
  فأما الله تبارك وتعالى فليس من عدله أن يعذب طفلاً فإن كان ذلك الطفل صغيراً لا يفهم ألماً ولا يعرف ولا يميز مرضاً فهو بين أحد أوجه:
  [١] إما أن يموت قبل احتلامه فيثيبه الله على علله وأسقامه.
  [٢] وإما أن يعيش إلى أوان الاحتلام فيثيبه الله على تلك العلل والأسقام، حتى يذوق حلاوة الثواب وينال عوض سقمه بعوض رب الأرباب.
  فإن قال منهم قائل: فما قولكم إن خرج هذا الطفل فاسقاً أليس لم يكن في حال الطفولية للعقوبة مستحقاً فكيف عذبه ربكم في وقت لم يكن فيه كافراً، ولم يكن في ذلك عدواً فاجراً؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: عدل الله في ذلك أنه أثابه في الدنيا وأحياه وأنظره ومتعه في دنياه وأصح جسمه من تلك العلل وشفاه ونصره وعلمه، وهداه