[الرد على مزاعم الحشوية]
[الرد على مزاعم الحشوية]
  وقد زعم بعض الحشوية أهل الضلال، الجهلة الكفرة الضُّلال، أن هؤلاء الجهلة لا يرجعون إلا بالاحتيال، والاستدراج والنفاق والاغتيال، وأنه يجوز للإمام وغيره أن يوهمهم ويوقع في أنفسهم أنه على دينهم، حتى إذا اطمأنوا إليه وعظهم، بعد أن يستميل بالتوهيم قلوبهم.
  وتأولوا لعنهم الله وأخزاهم، وأضل سعيهم (وأرداهم وزادهم عمى على عماهم)(١)، أن إبراهيم وموسى @ دخلا مع قومهما في الضلال، ليخرجاهم من الفتنة(٢) بالاحتيال، فزعموا(٣) أن موسى لما رأى قومه يشبهون الله قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}[الأعراف: ١٤٣].
  وقد علم أن الله سبحانه لا يسعده إلى ما طلب فلما لم يعطه إرادته قال لهم: يا قوم كم تطلبون رؤية الله وقد ترونه قد منعني ذلك فكيف بكم، فزعموا أنه ردهم بهذه الحيلة عن التشبيه.
  وزعموا أن قوم إبراهيم لما عبدوا النجوم دخل معهم، وقال لهم لما رأى كوكباً: {هَذَا رَبِّي}[الأنعام: ٧٦]. حتى يرجعوا معه إذا رجع، ويصنعوا من التوبة ما صنع، فيا للحشوية الويل الطويل والخزي والعويل(٤) والعذاب الجليل، أما سمعوا قول الله سبحانه: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ}[الحجر: ٩٤]، وقوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}[النساء: ١٤٥]. ولئن كان الأنبياء عندهم محتالين، وبالكذب
(١) ما بين القوسين زيادة من (ج).
(٢) في (ج): من الفساد.
(٣) في (ج): وزعموا.
(٤) في (ج): والغول. وهي تصحيف.