[الرد على مزاعم الحشوية]
  للناس(١) مغتالين، لقد جعلوهم قدوة للمنافقين، والله يقول [عز من قائل](٢): {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}[النحل: ١٠٥].
  ولئن لم يرجعوا بنور الحق وبهجته، لارجعوا بالباطل وظلمته، وضعفه وعجزه وركاكته، ولكن الحشوية عجزوا عن الحجج، ونورها، فدخلوا في أبواب النفاق وزورها.
  وإنما يدعى الناش بلين المراجعة في الجدال(٣)، ويبين لهم فساد ما يعتقدون من المحال، ويوضح لهم ما هم عليه من الضلال، فإن أقبلوا إلى الحق ورجعوا، وصاروا إلى المؤمنين وأجمعوا، وإلا رفضوا صاغرين وقطعوا.
  فيا لعباد الله أترون موسى كان جاهلا(٤)، وكان بحجج المعقول غافلاً، حتى [لا](٦) يقول لهم: إن الأبصار لا تبلغ ولا تقع، إلا على ما يفترق من الأشياء ويجتمع، ولا يُنظر بالعيان وبالأبصار، إلا ما كان في قطر من الأقطار، وما حوته الأقطار، وأدركته وعاينته الأبصار، فهو أصغر من محله وموضعه، وأقل من مهبطه ومطلعه، وما كان من الأشياء صغيراً منقوصاً، وكان بالنقص والصغر مخصوصاً، فلا بد له من صانع نقصه وأقصره(٧)، وقطع نهايته وبتره،
(١) في (ج): وبالكذب على الناس.
(٢) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).
(٣) في (ج): المقال.
(٤) في (ج): أترون موسى كان غبياً جاهلاً.
(٥) في (ج): وكان عن حجج المعقول.
(٦) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).
(٧) في (ج): وأصغره.