كتاب التوفيق والتسديد والآادب
  فاتقوا الله يا قوم وذروا منكم التجاهل، والجنون والخبل والتغافل، وإلا فإني بريء إلى الله منكم، مهاجر(١) في أرض الله عنكم.
  وكذلك الخليل ~ فقد كان غير عي(٢) بالجدال، ولا حصر بمخاصمة أهل المحال، فهو غير عاجز(٣) عن أن يقول: إن النجوم لا تنفك عن الحركات والمسير، والاضطرار على الحركة يدل على التسخير، مع ما فيها من عجائب التقدير، وآثار الحكمة والتدبير، وإلا فما الذي خالف بين ألوانها وهيئاتها، وفرق بين أجسامها وحركاتها، لو كانت يا قوم قديمة لاتفقت، ولما تباينت ولا اختلفت. فاتقوا الله يا قوم وخافوه، ولا تغفلوا ذكر الموت وراقبوه.
  ولكن أعداء الله حسبوا وتوهموا، وتجاهلوا عن الحق فلم يعلموا أن غضب أولياء الله لربهم أكثر من غضبهم لأنفسهم، أو ليس قد حكى الله في القرآن مجادلتهم للفراعنة الجبارين، العتاة (العماة)(٤) الطغاة المتكبرين، فكيف بضعفة الإسرائليين وغيرهم من المسكنة الضالين، وهل كانوا يضنون بأنفسهم عن طاعة رب العالمين.
  وقد حكى الله [ø](٥) عن نبيه إبراهيم [~](٦) من
(١) في (ج): ومهاجر.
(٢) في (ج): غبي.
(٣) في (ج): أفهو عاجز عن أن.
(٤) ما بين القوسين ساقط في (ج).
(٥) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).
(٦) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).