[في تكليم الله لموسى #]
  من عجائب الأمور، ولو أفهمهم(١) وأكملهم وأغناهم، ولم يرهم من النقص والعيوب ما أراهم، لعظم هلاكهم وعُتاهم، ولقتلهم حب الدنيا وأطغاهم، ولكنه جاد عليهم بما كفلهم(٢)، ثم زجرهم ونهاهم، بعد أن بصرهم هداهم، وبيَّن فجورهم لهط وتقواهم(٣).
[في تكليم الله لموسى #]
  وسألت عن الكلام الذين سمعه موسى # وزعمت(٤) أن الحشوية قالوا: إن زعمنا أن الله كلمه دخلنا في مذهبهم، وإن زعمنا أن الكلام هو الذي قال لموسى: أنا ربك فقد عبدنا الكلام بزعمهم.
  فقل للحشوية إن كانوا يعقلون، وكان ينصفون عقولهم أو يفهمون: أن الكلام ليس بخالق فيدعي الربوبية، وإنما هو عرض أوجده الله وأوصله، وخلقه في الشجرة وفعله، وخاطب نبيه به وفضله(٥). وأما مذهبكم فلا نرجع إليه، ولا نفتري على الله كما افتريتم عليه.
  ثم يقال لهم: أخبرونا عن الكلام الذي زعمتم أنه قديم، وأنه صفة قديمة للواحد الحكيم(٦)، أهو مثل معبودكم فيكون معبودكم جزئين، وتبطل
(١) في (ج): ولو أتمهم.
(٢) في (ج): كفاهم.
(٣) في (ج): وبين لهم فجورهم وتقواهم.
(٤) في (ج): وذكرت.
(٥) في (ج): وفصله.
(٦) في (ج): الكريم.