مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[في تكليم الله لموسى #]

صفحة 433 - الجزء 1

  من عجائب الأمور، ولو أفهمهم⁣(⁣١) وأكملهم وأغناهم، ولم يرهم من النقص والعيوب ما أراهم، لعظم هلاكهم وعُتاهم، ولقتلهم حب الدنيا وأطغاهم، ولكنه جاد عليهم بما كفلهم⁣(⁣٢)، ثم زجرهم ونهاهم، بعد أن بصرهم هداهم، وبيَّن فجورهم لهط وتقواهم⁣(⁣٣).

[في تكليم الله لموسى #]

  وسألت عن الكلام الذين سمعه موسى # وزعمت⁣(⁣٤) أن الحشوية قالوا: إن زعمنا أن الله كلمه دخلنا في مذهبهم، وإن زعمنا أن الكلام هو الذي قال لموسى: أنا ربك فقد عبدنا الكلام بزعمهم.

  فقل للحشوية إن كانوا يعقلون، وكان ينصفون عقولهم أو يفهمون: أن الكلام ليس بخالق فيدعي الربوبية، وإنما هو عرض أوجده الله وأوصله، وخلقه في الشجرة وفعله، وخاطب نبيه به وفضله⁣(⁣٥). وأما مذهبكم فلا نرجع إليه، ولا نفتري على الله كما افتريتم عليه.

  ثم يقال لهم: أخبرونا عن الكلام الذي زعمتم أنه قديم، وأنه صفة قديمة للواحد الحكيم⁣(⁣٦)، أهو مثل معبودكم فيكون معبودكم جزئين، وتبطل


(١) في (ج): ولو أتمهم.

(٢) في (ج): كفاهم.

(٣) في (ج): وبين لهم فجورهم وتقواهم.

(٤) في (ج): وذكرت.

(٥) في (ج): وفصله.

(٦) في (ج): الكريم.