مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[في تكليم الله لموسى #]

صفحة 434 - الجزء 1

  وحدانيته إذ كان⁣(⁣١) نصفين، لا سيما إذا كان هو والقرآن مثلين.

  أم تقولون أنه أفضل من القرآن باللسان والشفتين، فتشبهون الله بغيره من المخلوقين، كما لم تزالوا لذلك معتقدين.

  وإذا كان معبودهم⁣(⁣٢)، وكان في الصفات المحدثة كذلك، فلا بد⁣(⁣٣) له من صانع خالف بين شفتيه ولسانه، وغاير بين حنكه وأسنانه، وكذلك لا بد له من صانع خالف بين صوته وجثمانه، لأن الصوت لا يخرج إلا من الجثمان، ولا يفرق بين الحروف إلا بالنسمة واللسان⁣(⁣٤)، والحنك والشفتين والأسنان، وإذا كان كذلك فلا فرق بينه وبين الإنسان.

  ويقال لهم أيضا [في قولهم]⁣(⁣٥): إن معبودهم جالس على كرسيه وعرشه، وأنه يسكن عليه بعد حركاته وبطشه، أليس معبودهم يباشر السرير بأسفله، ويباشر الهوى بأعلاه وأوله، فما الذي فرَّق بين أعلاه وأسفله، وغاير بين مُدْبِرِهِ ومُقْبِله، فلن يجد المشركون إن شاء الله تعالى جواباً، ولن يملكوا بعد هذا القول خطاباً، فزاد الله قلوبهم عمىً وجهلاً، وغياً وضلالة وخبلاً، فلقد عموا ويلهم عن أعظم الأشياء وأجلها، وانتقصوا أعظم الموجودات وأكملها، وعبدوا غير الله بجهلهم⁣(⁣٦).


(١) في (ج): إذا صار.

(٢) في (ج): معبودكم على ذلك.

(٣) في (ج): لا بد له.

(٤) في (ج): والجنان.

(٥) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).

(٦) في (ج): بزعمهم.