فصل: [كلام الإمام حول الاغترار بما نسب إليه]
  والحرام، وغير ذلك من شرائع الإسلام، لأنهما أخذا العلم الذي جاء به رسول الله ÷ ولا يلتفت إلى اختلاف المختلفين، ولا يعتمد على أقاويل القائلين، فاني وطئت من العلوم مهجها، واعتزلت - والحمد لله - همجها، فما رأيت علماً أشفى، ولا أبين، ولا أكفأ، مما أتَيَا به من خالص الدين، ومحض اليقين، رواية عن خاتم النبيين وسيد الأولين والآخرين، أخذاه عن آبائهما، وحفظاه عن سلفهما، أبا فاباً، وجداً فجداً، حتى ينتهي إلى الأصل أمير المؤمنين، عن سيد المرسلين، عن الروح الأمين وإخوانه الملائكة المقربين، عن الله رب العالمين وفاطر السموات والأرضين، فالحمد لله الذي جعلنا من المقتدين ومن علمهما مستفيدين، فمن علمهما اشتفيت، ويهداهما اهتديت، وبهما في جميع الأمور اقتديت، وفي آثارهما مشيت».
  وقوله في كتاب (الرحمة): «وليعلم من سمع لنا قولاً أنه منهما، وإن شاء الله لا نتكلم بخلاف قولهما، ولا ندين الله بغير دينهما، ودين من حذا بحذوهما من ذريتهما، فمن سمع لنا كلاماً فليعرضه على كلامها، فما خالف قولهما فليس لنا، وما وافق ذلك فهو منّا».
فصل: [كلام الإمام حول الاغترار بما نسب إليه]
  فإن قيل: إن الفضلاء من قرابة المهدي # هم الذين رووا تلك الروايات، وهي إلى الآن مشهورة في كتبهم.
  فالجواب: إن فضل الفضلاء من قرابة المهدي رحمة الله عليهم لا يمنع من اغترارهم، ووجود الخطأ في كتبهم، وإن مخالفة ما يوجد من الخطأ في كتبهم