مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[الإمام يفند الإشاعات ويكشف زيفها]

صفحة 545 - الجزء 1

  أن الوحي الذي ذكرنا فيما تقدم من كلامنا أن الله ختمه بنبينا ÷ هو هبوط الملائكة، وما كان يسمع موسى من المخاطبة فذلك الذي ختمه الله وقطعه بعد محمد ÷ لأنه علم أنه أفضل الآدميين، ففرق بينه وبين أهل بيته أجمعين بأن جعلهم له تابعين، ويشريعته مقتدين، ولو علم في ذريته أفضل منه لأزاح ختم النبوة عنه، ولجعل بعده أنبياء مثله، ولما أبان على فضلهم فضله».

  وقوله في كتاب (تفسير غريب القرآن): «وبلغنا والله أعلم عن بعض الإمامية أنهم قالوا: «محمد رسول الله، وخاتم النبيين المهدي، وكذب أعداء الله في قولهم، بل محمد خاتم النبيين، وسيد الأولين والآخرين»⁣(⁣١).

  وقوله في كتاب (التوفيق والتسديد): «وسألت عن العقول هل هي مستوية أم بينها اختلاف؟

  والجواب: إن اختلاف عقول الناس كاختلاف قواهم، فمن كانت قوته تبلغ أداء الفرائض وجبت عليه، ومن لم يطق فلا يكلفه الله ما يعدم لديه ولا يصل بقوته إليه، وإنما العقول على وجوه معروفة، وأحوال بينة موصوفة، منها عقول سادتنا الملائكة المقربين، ومنها عقول الأنبياء والمرسلين، وعقول الأوصياء المستخلفين، وعقول الأئمة الطاهرين، وبعد ذلك عقول المكلفين.

  فأفضل العقول عقول الملائكة الأكرمين، ثم عقول الأنبياء أكمل من عقول الأوصياء، ثم عقول الأوصياء أكمل من الأئمة في العقول، وأفضل


(١) هذا القول لم يثبت عن الإمامية، ولم نره في كتبهم المعتمدة، ولذا قال الإمام ¦: (وبلغنا - والله أعلم - عن بعض الإمامية) إشارة منه إلى عدم تأكده من هذا القول، وأنه من الأقوال الشاذة التي لا يعول عليها عند الإمامية أنفسهم وهم ينكرونه أيما إنكار.