مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الدلالة على حدث الأجسام

صفحة 68 - الجزء 1

باب الدلالة على حدث الأجسام

  ودليل آخر: يقال لمن قال بقدم الأجسام: أخبرنا ما أعظم الأجسام وأجلها؟ فلا بد أن يقول: الأرض والسماء.

  فيقال له: أهما في الهواء أم لا؟ فإن قال: لا، كذب، وإن أقرّ بذلك صدق، ووجد الأجسام لا تنفك من الهواء، وما لم ينفك من المحدث ولم يوجد إلا بوجوده فهو مثله مكون بكونه.

  فإن قال: وما أنكرت من أن تكون الأرض منحدرة سفلاً إلى ما لا يتناهي وكذلك السماء مصعدة؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: هذا محال باطل فاسد، وذلك أنهما مخلوقتان.

  فإن قال: وما الدليل على ما ادعيت من حدثهما؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على حدثهما أنهما لم ينفكا قط من الهواء الذي بينهما، وقد أوضحنا حدث الهواء، فيما تقدم من كلامنا وما لم ينفك من المحدث ولم يكن قبله فسبيله في الحدث سبيله.

  فإن قال: وما أنكرت من أن يكون الهواء حدث بعدهما، ولم يكن معهما ولا قبلهما، ولا هو في القدم مثلهما؟

  قيل له، ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك لأن الأرض لم تخل من التحت ولم تخل من التباعد والتباين، ولم تخل السماء من الارتفاع، ولم تخل الأرض من الاتضاع، وما فوق الأرض فهو الهواء، وكذلك هو تحت السماء وهو المسافة