مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الدلالة على حدث الأجسام

صفحة 70 - الجزء 1

  عدداً محدثاً، وصح بعد حدوثه انقطاع جميعه، والأرض والسماء [عندك]⁣(⁣١) لم يسبقا سكونهما هذا الذي ذكرنا حدث ساعاته وانقطاعها بعد حدوثها وذهاب جميعها لقد صح أنهما محدثتان إذ ما انفكا من السكون الذي صح حدوثه وانقطاعه بعد حدوثه.

[احتياج الجسم إلى الزمان كاحتياجه إلى المكان]

  ودليل آخر: أن جميع الأجسام من الأرض والسماء وغيرهما من الرياح والماء وجميع ما خلق الله سبحانه، وبرأ ودبر وذرأ، لا يوجد إلا في وقت وساعات، لأن الأجسام لا تنفك من السكون والحركات وكل متحرك أو ساكن لا ينفك من أقل قليل الأوقات، وما لم ينفك من الوقت والزمان فهو مثله في الحدث والبرهان؛ لأنا قد أوضحنا حدث الأزمان، فانظر كل علة من العلل وعرض من الأعراض فلن تجده إلا في جسم من الأجسام، وما لم يوجد إلا بوجود الجسم فلم يسبق الأجسام.

  وكيف يسبق ما لم يوجد إلا فيه ولا يستقيم إلا به وعليه، وما لولا هو لما وجد أبد الأبد، ولما رآه من الخلق أحد، مثل اللون لا يوجد أبداً إلا في جسم، وإذا صح حدث الجسم المنفرد بذاته فعرضه الذي لا يقوم بنفسه، ولا يوجد إلاَّ متعلقاً به، أجدر أن يكون محدثاً، وأحرى بأن يكون مصنوعاً مدبراً.

  ثم انظر إذا أردت أن تعرف حدث جميع الأشياء، فلن تجده إن شاء الله إلا على ما ذكرنا متحركاً أو ساكناً.


(١) زيادة من (أ) ولعل الصواب حذفها.