مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الدلالة على حدث الأجسام

صفحة 72 - الجزء 1

  فإذا هو لا ينفك منه أصلاً فرجعنا نطلب الدليل على حدث هذا الذى لا ينفك منه شيء من الأشياء، فوجدنا - والحمد لله - في ذلك ما كفانا ووضح لنا فشفانا، وهو ما ذكرنا، ولولا خشية التطويل والإكثار، لشرحنا من ذلك ما لا يدفعه عاقل أبداً بإنكار.

  ثم علمنا أن الله خلقهما جميعاً، معاً إذ لم ينفك من الزمان الهواء، ثم نظرنا إلى الزمان فإذا هو عرض من أجلِّ الأعراض دلنا الله به على حدوث جميع الأجسام، وإبطال دعاوي الطغام أهل التكمه في الإظلام، وأشباه عجم الأنعام.

  ولما نظرنا إلى هذا العرض الجليل لم يكن بد له من جسم، فإذا جسمه هذا المكان، فيا لمن قال بقدم الطينة الويل، كيف تكون قديمة مع ما بيّنا من صنع الله الجليل؟!

[دعاء وابتهال]

  فانظر أيها المسترشد إلى ما ذكرنا، فلن تجده بخلاف ما قلنا، ولن يقدر أحد من الملحدين على فساد ما به دِنّا، وعلى الله اعتمدنا، وهو حسبنا وولينا، وخالقنا ومصورنا، وإلهنا ومدبرنا، ومخترعنا ومقدرنا، ورازقنا ومعمرنا، وآمرنا وزاجرنا، وواعدنا وموعدنا، وموفقنا ومسددنا، ومميتنا ومحيينا، وممرضنا وشافينا، ومطعمنا وساقينا.

  والذي نرجو أن يغفر لنا ذنوبنا، ويعفو عن هفواتنا، ويتجاوز عن سيئاتنا وقبيح أفعالنا، وعظيم جرمنا وسيء أعمالنا، وأن يبارك لنا في قصر أعمارنا، ونزع أرواحنا من أجسادنا، وألا يخرج أنفسنا إلا من بعد رضائه عنا في سبيله