[البارز متصل أو منفصل ... . والمنفصل مرفوع الموضع أو منصوبه]
  وضابط الأولى: أن يكون الضمير ثاني ضميرين أوّلهما أعرف من الثاني، وليس مرفوعا، نحو «سلنيه» و «خلتكه» يجوز أن تقول فيهما: «سلني إيّاه» و «خلتك إيّاه»(١)، وإنما قلنا الضمير الأول في ذلك أعرف لأن ضمير المتكلم أعرف من ضمير المخاطب.
  وضمير المخاطب أعرف من ضمير الغائب.
  وضابط الثانية: أن يكون الضمير خبرا لكان أو إحدى أخواتها، سواء كان مسبوقا بضمير أم لا؛ فالأول نحو: «الصّديق كنته» والثاني نحو: «الصّديق كأنه زيد» يجوز أن تقول فيهما «كنت إيّاه» و «كان إيّاه زيد»(٢).
  واتفقوا على أن الوصل أرجح في الصورة الأولى إذا لم يكن الفعل قلبيّا، نحو:
  «سلنيه» و «أعطنيه» ولذلك لم يأت في التنزيل إلا به، كقوله تعالى: {أَ نُلْزِمُكُمُوها}(٣) {إِنْ يَسْئَلْكُمُوها}(٤) {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ}(٥).
  واختلفوا فيما إذا كان الفعل قلبيا، نحو: «خلتكه» و «ظننتكه»، وفي باب كان،
(١) ومما ورد فيه ثاني الضميرين منفصلا حديث الرقيق، وهو قوله: «إن اللّه ملككم إياهم، ولو شاء لملكهم إياكم»، هذا، والمؤلف لم ينص على الأرجح من الأمرين: الوصل، والفصل، وبيان ذلك أن العامل في الضميرين إما أن يكون فعلا وإما أن يكون اسما يشبه الفعل، فإن كان فعلا فالأرجح الوصل، ولم يأت في القرآن في هذه الصورة غير الوصل، وإن كان العامل فيهما اسما فالأرجح الفصل، نحو «عجبت من حبي إياك» ومن الوصل في هذه الحالة قول الشاعر:
لئن كان حبّك لي كاذبا ... لقد كان حبّيك حقّا يقينا
(٢) ومن ذلك قول الشاعر، وهو عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
لئن كان إيّاه لقد حال بعدنا ... عن العهد، والإنسان قد يتغيّر
ومن ذلك قوله:
ليت هذا اليوم شهر ... لا نرى فيه عريبا
ليس إيّاي وإيّا ... ك، ولا نخشى رقيبا
ومن الوصل قول أبي الأسود الدؤلي لغلام له كان يشرب الخمر فيفسد أمر تجارته:
دع الخمر يشربها الغواة فإنّني ... رأيت أخاها مجزئا بمكانها
فإلّا يكنها أو تكنه فإنّه ... أخوها غذته أمّه بلبانها
(٣) من الآية ٢٨ من سورة هود.
(٤) من الآية ٣٧ من سورة محمد.
(٥) من الآية ١٣٧ من سورة البقرة.