[البارز متصل أو منفصل ... . والمنفصل مرفوع الموضع أو منصوبه]
  أنك لا تقول «أقوم زيد» ولا تقول «نقوم عمرو» ونعني بالمستتر جوازا: ما يمكن قيام الظاهر مقامه، وذلك كالضمير المرفوع بفعل الغائب، نحو «زيد يقوم»، ألا ترى أنه يجوز لك أن تقول «زيد يقوم غلامه».
[البارز متصل أو منفصل ... والمنفصل مرفوع الموضع أو منصوبه]
  وأما البارز فإنه ينقسم - بحسب الاتصال والانفصال - إلى قسمين: متصل، ومنفصل؛ فالمتصل هو: الذي لا يستقلّ بنفسه، كتاء «قمت» والمنفصل هو: الذي يستقلّ بنفسه، كأنا، وأنت، وهو.
  وينقسم المتصل - بحسب مواقعه في الإعراب - إلى ثلاثة أقسام: مرفوع المحل، ومنصوبه، ومخفوضه؛ فمرفوعه كتاء «قمت» فإنه فاعل ومنصوبه ككاف «أكرمك» فإنه مفعول، ومخفوضه كهاء «غلامه» فإنه مضاف إليه.
  وينقسم المنفصل - بحسب مواقعه في الإعراب - إلى مرفوع الموضع، ومنصوبه؛ فالمرفوع اثنتا عشرة كلمة: أنا، نحن، أنت، أنت، أنتما، أنتم، أنتنّ، هو، هي، هما، هم، هنّ، ومنصوبه اثنتا عشرة كلمة أيضا: إيّاي، إيّانا، إيّاك، إيّاك، إيّاكما، إيّاكم، إيّاكنّ، إيّاه، إيّاها، إيّاهما، إيّاهم، إيّاهنّ؛ فهذه الاثنتا عشرة كلمة لا تقع إلا في محل النصب، كما أن تلك الأول لا تقع إلا في محل الرفع، تقول: «أنا مؤمن» فأنا: مبتدأ، والمبتدأ حكمه الرفع، و «إيّاك أكرمت» فإياك: مفعول مقدم، والمفعول حكمه النصب ولا يجوز أن يعكس ذلك؛ فلا تقول «إيّاي مؤمن» و «أنت أكرمت» وعلى ذلك فقس الباقي.
  وليس في الضمائر المنفصلة ما هو مخفوض الموضع، بخلاف المتصلة.
  * * *
[لا يؤتى بالمنفصل متى أمكن المتصل، إلا في مسألتين]
  ولما ذكرت أن الضمير ينقسم إلى متصل ومنفصل أشرت بعد ذلك إلى أنه مهما أمكن أن يؤتى بالمتصل فلا يجوز العدول عنه إلى المنفصل؛ لا تقول «قام أنا» ولا «أكرمت إيّاك» لتمكنك من أن تقول «قمت» و «أكرمتك» بخلاف قولك «ما قام إلّا أنا، وما أكرمت إلّا إيّاك؛ فإن الاتصال هنا متعذّر؛ لأن «إلّا» مانعة منه؛ فلذلك جيء بالمنفصل.
  ثم استثنيت من هذه القاعدة صورتين يجوز فيهما الفصل مع التمكن من الوصل.