[يغني عن الخبر فاعل الوصف المعتمد أو نائب فاعله]
  ومن شواهد النفي قوله:
  ٣٨ - خليليّ ما واف بعهدي أنتما ... إذا لم تكونا لي على من أقاطع
  ومن شواهد الاستفهام قوله:
٣٨ - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، وقد استشهد به من المصنفين الأشموني (رقم ١٣٦) والمؤلف في أوضحه (رقم ٦٤) وفي الشذور (رقم ٨٤) وشرحناه في كل هذه المواضع، وسيأتي للمؤلف الاستشهاد بهذا البيت مرة أخرى في هذا الكتاب في الكلام على إعمال اسم الفاعل.
اللغة: «واف» اسم فاعل من الوفاء، وفعله وفى يفي، مثل وعى يعي، ومن باب ضرب يضرب، والوفاء: أن تحافظ على المودة فتكون صديقا لأصدقاء صديقك، وحربا على أعدائه «أقاطع» فعل مضارع من المقاطعة، وهي الهجر.
المعنى: يقول لصديقين له: إنكما إن لم تكونا لي على من أهجره وأقطع حبل مودته فإنكما لا تكونان قد قمتما بما يستلزمه الوفاء بعهود المودة.
الإعراب: «خليلي» منادى بحرف نداء محذوف، منصوب بالياء المفتوح ما قبلها تحقيقا والمكسور ما بعدها تقديرا لأنه مثنى، وخليلي مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، مبني على الفتح في محل جر، وأصله الأول يا خليلان لي؛ فحذفت النون للإضافة، ثم حذفت اللام للتخفيف، ثم تغير حرف إعرابه، لأن المنادى إذا كان مضافا نصب، وهذا قبل الإضافة من نوع النكرة المقصودة، كما هو ظاهر «ما» حرف نفي، مبني على السكون لا محل له من الإعراب «واف» مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين «بعهدي» الباء حرف جر، وعهد:
مجرور بالباء، وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وعهد مضاف وياء المتكلم مضاف إليه؛ مبني على الفتح في محل جر «أنتما» ضمير منفصل فاعل بواف الذي وقع مبتدأ وقد أغنى هذا الفاعل عن خبر المبتدأ «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه «لم» حرف نفي وجزم وقلب «تكونا» فعل مضارع ناقص، مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، وألف الاثنين اسم تكون مبني على السكون في محل رفع «لي» جار ومجرور متعلق بتكون «على» حرف جر «من» اسم موصول: مبني على السكون في محل جر بعلى، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر تكون «أقاطع» فعل مضارع، مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها صلة الموصول وهو من، والعائد إلى الموصول ضمير منصوب بأقاطع، محذوف، والتقدير: على من أقاطعه، وجواب إذا محذوف يدل عليه سابق الكلام، والتقدير: إذا لم تكونا لي على من أقاطعه فما واف بعهدي أنتما.
الشاهد فيه: قوله: «ما واف أنتما» حيث اكتفى بالفاعل الذي هو قوله أنتما عن خبر المبتدأ الذي هو قوله واف، لكون هذا المبتدأ وصفا - أي: اسم فاعل - معتمدا على حرف النفي الذي هو «ما».