[تعدد الخبر لمبتدأ واحد]
  ٣٩ - أقاطن قوم سلمى أم نووا ظعنا؟ ... إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا
[تعدد الخبر لمبتدأ واحد]
  ص - وقد يتعدّد الخبر، نحو: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}.
  ش - يجوز أن يخبر عن المبتدأ بخبر واحد، وهو الأصل، نحو: «زيد قائم» أو بأكثر، كقوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ، ذُو الْعَرْشِ، الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ}(١) وزعم بعضهم أن الخبر لا يجوز تعدّده، وقدّر لما عدا الخبر الأول في هذه الآية مبتدآت، أي: وهو الودود، وهو ذو العرش، وأجمعوا على عدم التعدد في مثل «زيد شاعر وكاتب»
٣٩ - وهذا الشاهد مما لم تتيسر لنا معرفة قائله، وقد أنشده جماعة من المؤلفين منهم الأشموني (ش ١٣٤) والمؤلف في أوضحه (رقم ٦٥) وفي شذور الذهب (رقم ٨٥) وقد شرحناه في هذه المواضع، وسينشده المؤلف مرة أخرى في باب إعمال اسم الفاعل من هذا الكتاب.
اللغة: «قاطن» اسم فاعل فعله قطن - من باب قعد - إذا أقام، وتقول: قطن بالمكان يقطن، إذا لم يفارقه «ظعنا» هو هنا بفتح الظاء والعين، وهو الارتحال ومفارقة الديار.
المعنى: يستفسر الشاعر عن قوم سلمى التي يحبها، أهم باقون في مكانهم أو نووا أن يرتحلوا عنه، ثم أخبر أنه لا يطيق الحياة بعد ارتحالهم.
الإعراب: «أقاطن» الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، قاطن: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة «قوم» فاعل بقاطن، سد مسد خبر المبتدأ، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وقوم مضاف و «سلمى» مضاف إليه «أم» حرف عطف «نووا» فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره المحذوف للتخلص من التقاء الساكنين، وقد منع من ظهور ذلك الفتح التعذر، وواو الجماعة فاعل، مبني على السكون في محل رفع «ظعنا» مفعول به لنووا منصوب بالفتحة الظاهرة «إن» حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب «يظعنوا» فعل مضارع، فعل الشرط، مجزوم بأن، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة فاعل، مبني على السكون في محل رفع «فعجيب» الفاء واقعة في جواب الشرط، عجيب: خبر مقدم على مبتدئه، مرفوع بالضمة الظاهرة «عيش» مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و «من» اسم موصول مضاف إليه مبني على السكون في محل جر «قطنا» فعل ماض مبني على الفتح لا محل له، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الاسم الموصول، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول الذي هو من، والعائد هو الضمير المستتر المرفوع على الفاعلية، وجملة الخبر المتقدم والمبتدأ المتأخر في محل جزم جواب الشرط الذي هو إن يظعنوا.
الشاهد فيه: قوله «أقاطن قوم سلمى» حيث اكتفى بالفاعل الذي هو قوله «قوم سلمى» عن خبر المبتدأ الذي هو قوله «قاطن» لكون ذلك المبتدأ وصفا لأنه اسم فاعل وقد اعتمد على حرف الاستفهام الذي هو الهمزة.
(١) الآيات ١٤ و ١٥ و ١٦ من سورة البروج.