[النواسخ للمبتدأ والخبر ثلاثة أنواع]
  (١) ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر بلا شرط، وهي ثمانية: كان، وأمسى، وأصبح، وأضحى، وبات، وظلّ، وصار، وليس.
  (٢) وما يعمل هذا العمل بشرط أن يتقدم عليه نفي أو شبهه وهو أربعة: زال، وفتئ، وبرح، وانفكّ؛ فالنفي نحو قوله تعالى: {وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ}(١) و {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ}(٢)، وشبهه هو النهي والدعاء؛ فالأول كقوله:
  ٤٠ - صاح شمّر، ولا تزل ذاكر المو ... ت؛ فنسيانه ضلال مبين
= فأما آض فنحو قول الراجز:
ربّيته حتّى إذا تمعددا ... وآض نهدا كالحصان أجردا
وأما رجع فنحو قول الشاعر:
يمّرون بالدّهنا خفاقا عيابهم ... ويرجعن من دارين بجر الحقائب
وأما عاد فنحو قول الشاعر:
وكان مضلّي من هديت برشده ... فللّه مغو عاد بالرّشد آمرا
وأما استحال فنحو قول الشاعر:
إنّ العداوة تستحيل مودّة ... بتدارك الهفوات بالحسنات
وأما حار فنحو قول لبيد:
وما المرء إلّا كالشّهاب وضوئه ... يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
وأما راح فنحو قولك: «راح عبد اللّه منطلقا»، ومنه الحديث «لو توكلتم على اللّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا».
وأما تحول فنحو قول الشاعر وهو امرؤ القيس بن حجر الكندي:
وبدّلت قرحا داميا بعد صحّة ... لعلّ منايانا تحوّلن أبؤسا
وفي «آض، وعاد» خلاف بين النحويين، وسيأتي لهذا الكلام بقية (انظرها في ص ٢٢٦ وص ٢٢٩).
(١) من الآية ١١٨ من سورة هود.
(٢) من الآية ٩١ من سورة طه.
٤٠ - لم أجد أحدا استشهد بهذا البيت فنسبه إلى قائل معين: وممن استشهد به من المؤلفين الأشموني (رقم ١٧٢) والمؤلف في أوضحه (رقم ٨١) وابن عقيل (رقم ٦١).
اللغة: «شمر» فعل أمر من التشمير، وهو هنا الجد في الأمر والتهيؤ له، وكأنه يريد الجد في العبادة والعمل للآخرة؛ لأنه هو الذي يتلاءم مع ما بعده «لا تزل ذاكر الموت» أي استمر على ذكره، لأن ذلك يدعوك إلى ترك الملاذ «نسيانه ضلال» أي داع إلى الضلال وموقع فيه «مبين» ظاهر واضح.
المعنى: يأمر صاحبه بأن يجتهد في العبادة ولا يقصر فيها، وينهاه عن ترك تذكر الموت، ويعلل ذلك بأن نسيانه ضلال واضح؛ لأنه يدعو إلى محبة الدنيا والانغماس في شهواتها. =