[النواسخ للمبتدأ والخبر ثلاثة أنواع]
  مضاف إلى «كان» التّامة، وفاعلها مستتر فيها، عائد على مفعول المصدر، وقائما، حال منه، وهذه الحال لا يصح كونها خبرا عن هذا المبتدأ؛ فلا تقول: ضربي قائم؛ لأن الضرب لا يوصف بالقيام، وكذلك «أكثر شربي السّويق ملتوتا»، و «أخطب ما يكون الأمير قائما»، تقديره: حاصل إذا كان ملتوتا، أو قائما، وعلى ذلك فقس(١).
  الرابعة: بعد واو المصاحبة الصريحة؛ كقولهم: «كلّ رجل وضيعته» أي: كل رجل مع ضيعته مقرونان؛ والذي دل على الاقتران ما في الواو من معنى المعيّة.
[النواسخ للمبتدأ والخبر ثلاثة أنواع]
  ص - باب: النّواسخ لحكم المبتدأ والخبر ثلاثة أنواع:
[كان وأخواتها]
  أحدها: كان، وأمسى، وأصبح، وأضحى، وظلّ، وبات، وصار، وليس، وما زال، وما فتئ، وما انفكّ، وما برح، وما دام؛ فيرفعن المبتدأ اسما لهنّ، وينصبن الخبر خبرا لهنّ، نحو: {وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً}.
  ش - النواسخ: جمع ناسخ، وهو في اللغة من النّسخ بمعنى الإزالة، يقال: نسخت الشمس الظلّ، إذا أزالته، وفي الاصطلاح: ما يرفع حكم المبتدأ والخبر.
[هذه الأفعال على ثلاثة أقسام]
  وهو ثلاثة أنواع: ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر، وهو كان وأخواتها، وما ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وهو إنّ وأخواتها، وما ينصبهما معا، وهو ظنّ وأخواتها.
  ويسمّى الأول من معمولي باب كان اسما وفاعلا، ويسمى الثّاني خبرا ومفعولا، ويسمى الأول من معمولي باب إنّ اسما، والثاني خبرا، ويسمى الأول من معمولي باب ظن مفعولا أولا، والثاني مفعولا ثانيا.
  والكلام الآن في باب كان، وألفاظه ثلاث عشرة لفظة(٢)؛ وهي على ثلاثة أقسام(٢):
(١) ضابط هذه الحالة أن يكون المبتدأ مصدرا صريحا كالمثال الأول، أو أفعل تفضيل مضافا لمصدر صريح كالمثال الثاني، أو أفعل تفضيل مضافا إلى مصدر مؤول كالمثال الثالث، وبعد ذلك مفعول للمصدر، ثم اسم منصوب على الحالية بشرط ألا يصلح هذا الحال لأن يكون خبرا، ومعنى هذا أن وصف المبتدأ به لا يصح.
(٢) ويلحق بهذه الأفعال الثلاثة عشر سبعة أفعال أخرى وردت بمعنى صار، وهي: آض، ورجع، وعاد، واستحال، وحار، وراح، وتحول، وسيذكر المؤلف بعد قليل أن خمسة من الأفعال الثلاثة عشر تأتي بهذا المعنى. =