[إذا خففت «كأن» عملت، وقد يذكر اسمها، ويجب إن كان خبرها فعلا أن يفصل بينها وبينه بلم أو قد]
  يروى بنصب الظبية على أنها الاسم، والجملة بعدها صفة، والخبر محذوف، أي:
  كأن ظبية عاطية هذه المرأة، فيكون من عكس التشبيه، أو كأن مكانها ظبية، على حقيقة التشبيه، ويروى برفعها على حذف الاسم، أي كأنها ظبية.
  وإذا كان الخبر مفردا، أو جملة اسمية؛ لم يحتج لفاصل؛ فالمفرد كقوله: «كأن ظبية» في رواية من رفع، والجملة الاسمية كقوله:
  ٦٠ - ... كأن ثدياه حقّان ...
= ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى ظبية، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب صفة لظبية، وخبر كأن محذوف، وتقدير الكلام: كأن ظبية عاطية في مكان هذه المرأة؛ فأما على رواية رفع ظبية فظبية خبر كأن مرفوع بها، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، واسمها ضمير محذوف، والتقدير: كأنها ظبية، وجملة تعطو وفاعله في محل رفع نعت لظبية أيضا، ويروى أيضا بجر ظبية؛ فالكاف حرف جر، وأن: زائدة، وظبية: مجرور بالكاف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل توافي، وكأنه قال: كظبية، ولا شاهد في البيت على هذه الرواية لما هنا «إلى» حرف جر «وارق» مجرور بإلى، والجار والمجرور متعلق بقوله تعطو، ووارق مضاف و «السلم» مضاف إليه، مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف.
الشاهد فيه: قوله «كأن ظبية» حيث روي على ثلاثة أوجه يستشهد في هذا الباب باثنين منها، الوجه الأول: نصب ظبية على أنه اسم كأن وخبرها محذوف، والوجه الثاني: رفع ظبية على أنه خبر كأن، واسمها محذوف، فدلت الروايتان جميعا على أنه إذا خففت كأن جاز ذكر اسمها كما يجوز حذفه، إلا أن الحذف أكثر من الذكر، والوجه الثالث: جر ظبية على ما ذكرناه في إعراب البيت، ولا شاهد عليه لما في هذا الباب.
٦٠ - هذا عجز بيت، وصدره:
... وصدر مشرق اللّون ...
ولم أقف على نسبة هذا البيت لقائل معين، وقد استشهد به المؤلف في أوضحه (رقم ١٥٢) وفي شذور الذهب (رقم ١٤١) وسيبويه (ج ١ ص ٢٨١) والأشموني (رقم ٢٨٦) وابن عقيل (رقم ١٠٨) وفي بعض نسخ هذا الشرح ذكر البيت تاما.
اللغة: «حقان» تثنية حق - بضم الحاء - وهي قطعة من خشب أو عاج تنحت ثم تسوى، شبه بها الثديين في نهودهما واكتناز هما واستدارتهما.
المعنى: وصف امرأة بأن لها صدرا نقي اللون والرونق، حتى ليكاد النور يسطع منه، وأن على هذا الصدر، ثديين مكتنزين حتى لكأنهما حقا عاج.
الإعراب: «وصدر» يروى برفع صدر وجره؛ فمن رفع فعلى أنه مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وخبره =