[«لا» النافية للجنس وشروط عملها]
[«لا» النافية للجنس وشروط عملها]
  ص - ومثل إنّ «لا» النّافية للجنس، لكنّ عملها خاصّ بالنّكرات المتّصلة بها، نحو:
  «لا صاحب علم ممقوت» ولا «عشرين درهما عندي».
  وإن كان اسمها غير مضاف ولا شبهه بني على الفتح في نحو: «لا رجل» و «لا
= المعنى: يفخر بأنه من نسل قوم لا يقبلون أن يظلمهم أحد، وبأنهم كانوا قوما كرام الأصول.
الإعراب: «أنا» ضمير منفصل مبتدأ «ابن» خبر المبتدأ، وابن مضاف و «أباة» مضاف إليه، وأباة مضاف و «الضيم» مضاف إليه «من» حرف جر «آل» مجرور بمن، والجار والمجرور متعلق بمحذوف: إما مرفوع على أنه خبر ثان للمبتدأ، وإما منصوب على أنه حال من الخبر، وآل مضاف و «مالك» مضاف إليه «وإن» الواو حرف عطف، إن: حرف توكيد ونصب مخفف من المثقل مهمل غير عامل «مالك» مبتدأ «كانت» كان: فعل ماض ناقص، والتاء علامة التأنيث، واسم كان ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى مالك باعتباره قبيلة «كرام» خبر كان. منصوب بالفتحة الظاهرة، وكرام مضاف و «المعادن» مضاف إليه.
الشاهد فيه: قوله «وإن مالك - إلخ» حيث خفف إن المؤكدة، وأهملها فلم ينصب بها الاسم، بل جاء بعدها بالمبتدأ مرفوعا، ويخبره، ولم يدخل اللام في خبرها لتكون فارقة بين النفي والإثبات، ولو أدخل اللام لقال: وإن مالك لكانت كرام المعادن، وإنما لم يدخل اللام هنا ارتكانا على انفهام المعنى ووضوحه، وذلك لأن البيت مسوق للافتخار والتمدح بكرم آبائه ورفعة مكانتهم، فلو حملت «إن» على أنها نافية لكان المعنى مناقضا لما سيق البيت له، إذ يصير المعنى: وليست مالك كرام المعادن؛ فيتعين حمل «إن» على أنها المؤكدة؛ ليتفق معنى البيت مع الغرض المأتي به له. وقد ارتكن الشاعر على قيام هذه القرينة المعنوية التي ترشد إلى غرضه؛ فلم يأت باللام الفارقة.
ومن هنا نفهم أن القرينة التي تدل على أن «إن» المخففة مؤكدة لا نافية تتنوع إلى نوعين: لفظية، ومعنوية، واللفظية منحصرة في اللام الفارقة عند إهمال «إن».
خاتمة: هل يجوز حذف خبر إن أو إحدى أخواتها؟ اختلف النحاة في ذلك الموضوع، فذهب سيبويه إلى أنه يجوز حذف خبر إن مطلقا، نعني أنه لا فرق عنده في جواز الحذف بين أن يكون الاسم نكرة أو معرفة، كما أنه لا فرق بين أن تتكرر إن واسمها وألا تتكرر، وذهب ابن مالك إلى أنه لا يجوز حذف خبر إن إلا إذا كان نكرة، وذهب الفراء إلى أنه لا يجوز حذف خبر إن إلا إذا تكررت إن واسمها، والصواب في هذه المسألة ما ذهب إليه سيبويه، لورود السماع به، فقد حذف الخبر واسم إن نكرة، وهي مكررة في قول الأعشى:
... إنّ محلّا وإنّ مرتحلا ...
وقد سبق لنا إنشاده، وقد ورد في القرآن الكريم {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ} الآية ٤١ من سورة فصلت، فحذف خبر إن مع أن اسمها معرفة ولم تتكرر إن، وورد فيه:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} من الآية ٢٥ من سورة الحج، وادعاء أن الواو زائدة وأن الخبر هو جملة (يصدون) خلاف الأصل فلا يصار إليه. =