[«لا» النافية للجنس وشروط عملها]
  رجال» وعليه أو على الكسر في نحو: «لا مسلمات» وعلى الياء في نحو: «لا رجلين» و «لا مسلمين».
  ش - يجري مجرى «إنّ» - في نصب الاسم ورفع الخبر - «لا» بثلاثة شروط:
  أحدها: أن تكون نافية للجنس(١).
  والثاني: أن يكون معمولا ها نكرتين.
  والثالث: أن يكون الاسم مقدّما، والخبر مؤخرا.
  فإن انخرم الشرط الأول: بأن كانت ناهية، اختصّت بالفعل وجزمته نحو: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا}(٢)، أو زائدة لم تعمل شيئا نحو: {ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ}(٣)، أو نافية للوحدة عملت عمل ليس، نحو: «لا رجل في الدّار، بل رجلان».
  وإن انخرم أحد الشرطين الأخيرين لم تعمل، ووجب تكرارها، مثال الأول: «لا
= وقد كثر في كلامهم حذف خبر «ليت» إذا كان اسمها كلمة «شعري» وبعدها استفهام، نحو قول الشاعر:
ألا ليت شعري هل إلى أمّ جحدر ... سبيل؟ فأمّا الصّبر عنها فلا صبرا
وقد حذف خبر «لكن» في قول الشاعر:
فأمّا الصّدور لا صدور لجعفر ... ولكنّ أعجازا شديدا صريرها
وفي قول الحارث بن خالد بن العاص:
فأمّا القتال لا قتال لديكم ... ولكنّ سيرا في عراض المواكب
(١) ههنا أمران أحب أن تعلمهما:
الأول: اعلم أن «لا» النافية للجنس هذه ليست هي التي تدخل على الفعل في نحو قولك: «أخوك لا يعمل الشر» وإنما هي مختصة بالدخول على الاسم، والسر في ذلك أن المقصود بها استغراق نفي الجنس الذي يدل عليه اسمها على سبيل التنصيص، وهذا الاستغراق يستدعي وجود «من» لفظا أو معنى، وقد عرفت أن «من» حرف جر، فلا يكون مدخولها فعلا، بل يجب أن يكون مدخولها اسما نكرة، أما كونه اسما فلأن الكلام على تقدير من كما سمعت، وأما كونه نكرة فلأنها هي التي تدل على الجنس.
والأمر الثاني: أنه لما كان أمر لا على ما أنبأتك وجب أن تعمل فيما يقع بعدها، ولم يجز أن يكون عملها رفعا لئلا يتصور أنها مهملة وأن ما بعدها مرفوع على الابتداء كما لم يجز أن يكون عملها جرا لئلا يتصور أن الجار هو «من» المقدرة؛ فلم يبق إلا أن يكون عملها النصب فيما بعدها.
(٢) من الآية ٤٠ من سورة التوبة.
(٣) من الآية ١٢ من سورة الأعراف.