[الأصل في الفاعل أن يلي الفعل، وقد يتأخر عن المفعول، جوازا، أو وجوبا]

  ص - والأصل أن يلي عامله، وقد يتأخّر: جوازا نحو: {وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ}

  و ... كما أتى ربّه موسى على قدر ...

  ووجوبا نحو: {وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ} و «ضربني زيد»، وقد يجب تأخير المفعول ك «ضربت زيدا» و «ما أحسن زيدا» و «ضرب موسى عيسى» بخلاف «أرضعت الصّغرى الكبرى» وقد يتقدّم على العامل: جوازا نحو:

  {فَرِيقاً هَدى} ووجوبا نحو: {أَيًّا ما تَدْعُوا.}

  وإذا كان الفعل نعم أو بئس فالفاعل إمّا معرّف بأل الجنسيّة نحو: {نِعْمَ الْعَبْدُ} أو مضاف لما هي فيه نحو: {وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ} أو ضمير مستتر مفسّر بتمييز مطابق للمخصوص، نحو: {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا.}

  ش - الفعل والفاعل كالكلمة الواحدة؛ فحقّهما أن يتصلا، وحقّ المفعول أن يأتي بعدهما، قال اللّه تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ}⁣^(⁣١).

[قد يجب تقديم المفعول على الفاعل وقد يجب تأخيره عنه]

  وقد يتأخر الفاعل عن المفعول، وذلك على قسمين: جائز، وواجب.

  فالجائز كقوله تعالى: {وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ}⁣^(⁣٢)، وقول الشاعر:

  ٧٥ - جاء الخلافة أو كانت له قدرا ... كما أتى ربّه موسى على قدر

(١) من الآية ١٦ من سورة النمل.

(٢) من الآية ٤١ من سورة القمر.

٧٥ - هذا البيت من كلام جرير بن عطية بن الخطفي، يمدح أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بن مروان، وقد أنشده ابن عقيل في باب العطف (رقم ٢٩٦) والمؤلف في أوضحه في باب الفاعل (رقم ٢١٩) والأشموني في باب الفاعل أيضا (رقم ٣٧٥).

اللغة: «قدر» بفتح كل من القاف والدال - أي: موافقة له، أو مقدرة.

الإعراب: «جاء» فعل ماض، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو «الخلافة» مفعول به لجاء «أو» حرف عطف بمعنى الواو، «كانت» كان: فعل ماض ناقص، والتاء علامة التأنيث، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى الخلافة «له» جار ومجرور متعلق بقدر الآتي «قدرا» خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة «كما» الكاف حرف تشبيه وجر، وما: حرف مصدري «أتى» فعل ماض «ربه» رب: منصوب على التعظيم مفعول به تقدم على الفاعل، ورب مضاف والهاء ضمير الغائب العائد إلى موسى الآتي مضاف إليه، مبني على الضم في محل جر «موسى» فاعل أتى، مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر «على قدر» =