[ضابطه]
  رفع زيد بالابتداء؛ فالجملة بعده خبر، ونصبه بإضمار ضربت وأهنت وجاوزت واجبة الحذف؛ فلا موضع للجملة بعده، ويترجّح النّصب في نحو: «زيدا اضربه» للطّلب، ونحو: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما} متأوّل، وفي نحو: {وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ} للتّناسب، ونحو: {أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ} و «ما زيدا رأيته» لغلبة الفعل، ويجب في نحو: «إن زيدا لقيته فأكرمه» و «هلّا زيدا أكرمته» لوجوبه، ويجب الرّفع في نحو «خرجت فإذا زيد يضربه عمرو» لامتناعه، ويستويان في نحو: «زيد قام أبوه وعمرو أكرمته» للتّكافؤ، وليس منه {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} و «أزيد ذهب به».
[ضابطه]
  ش - ضابط هذا الباب: أن يتقدّم اسم(١)، ويتأخّر عنه فعل عامل في ضميره، ويكون ذلك الفعل بحيث لو فرّغ من ذلك المعمول وسلّط على الاسم الأول لنصبه.
  مثال ذلك «زيدا ضربته» ألا ترى أنك لو حذفت الهاء وسلّطت «ضربت» على «زيد» لقلت: «زيدا ضربت» ويكون زيدا مفعولا مقدما، وهذا مثال ما اشتغل فيه الفعل بضمير الاسم، ومثاله أيضا «زيدا مررت به» فإن الضمير وإن كان مجرورا بالباء إلا أنه في موضع نصب بالفعل.
  ومثال ما اشتغل فيه الفعل باسم عامل في الضمير، نحو قولك «زيدا ضربت أخاه» فإن «ضرب» عامل في الأخ نصبا على المفعولية، والأخ عامل في الضمير خفضا بالإضافة.
[يجوز في الاسم المتقدم الرفع والنصب]
  إذا تقرّر هذا فنقول: يجوز في الاسم المتقدم أن يرفع بالابتداء(٢)، وتكون الجملة بعده في محل رفع على الخبرية، وأن ينصب بفعل محذوف وجوبا يفسّره الفعل المذكور؛ فلا موضع للجملة حينئذ؛ لأنها مفّسّرة.
  وتقدير الفعل في المثال الأول: ضربت زيدا ضربته، وفي الثاني: جاوزت زيدا مررت به، ولا تقدر «مررت» لأنه لا يصل إلى الاسم بنفسه، وفي الثالث: أهنت زيدا
(١) المراد بالاسم المتقدم الجنس، فيشمل الواحد والأكثر، نحو أن تقول «زيدا أخاه ضربته»، تقديره: أهنت زيدا ضربت أخاه، وكأن تقول «زيدا أخاه غلامه ضربته» وتقديره: لابست زيدا أهنت أخاه ضربت غلامه، وهكذا.
(٢) هذا إذا كان الاسم المتقدم صالحا لأن يكون مبتدأ، فإن لم يكن صالحا للابتداء - بأن كان نكرة محضة - نحو «رجلا أكرمته» تعين فيه النصب.