شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[إذا كان علما مفردا بني على ما يرفع به]

صفحة 229 - الجزء 1

[إذا كان علما مفردا بني على ما يرفع به]

  ص - والمفرد المعرفة يبنى على ما يرفع به ك «يا زيد» و «يا زيدان» و «يا زيدون» و «يا رجل» لمعيّن.

  ش - يستحقّ المنادى البناء بأمرين: إفراده، وتعريفه، ونعني بإفراده أن لا يكون مضافا ولا شبيها به، ونعني بتعريفه أن يكون مرادا به معيّن، سواء كان معرفة قبل النداء كزيد وعمرو، أو معرفة بعد النداء - بسبب الإقبال عليه - كرجل وإنسان، تريد بهما معينا، فإذا وجد في الاسم هذان الأمران استحق أن يبنى على ما يرفع به لو كان معربا؛ تقول: «يا زيد» بالضم، و «يا زيدان» بالألف و «يا زيدون» بالواو، وقال اللّه تعالى: {يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا}⁣(⁣١)، و {يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ}⁣(⁣٢).

  * * * ص - فصل، وتقول: «يا غلام» بالثّلاث، وبالياء فتحا وإسكانا وبالألف.

  ش - إذا كان المنادى مضافا إلى ياء المتكلم كغلامي، جاز فيه ستّ لغات:⁣(⁣٣).

  إحداها: يا غلامي، بإثبات الياء الساكنة كقوله تعالى: {يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ}⁣(⁣٤).

  والثانية: يا غلام بحذف الياء الساكنة، وإبقاء الكسرة دليلا عليها، قال اللّه تعالى:

  {يا عِبادِ فَاتَّقُونِ}⁣(⁣٥).


(١) من الآية ٣٢ من سورة هود.

(٢) من الآية ١٠ من سورة سبأ.

(٣) هذه اللغات الست - وإن كانت كل واحدة منها جائزة - تتفاوت في الفصاحة بسبب كثرة الاستعمال وقلته، فأفصحها حذف الياء اكتفاء بالكسرة التي قبلها، ويلي هذه بقاء الياء ساكنة أو مفتوحة، ويلي هذين قلب الياء ألفا بعد قلب الكسرة فتحة، ويلي ذلك حذف الألف اكتفاء بالفتحة التي صارت قبلها، وآخرها ضم آخر الاسم اكتفاء بنية الإضافة.

هذا، وليس كل مضاف لياء المتكلم تجوز فيه هذه اللغات الست، بل جوازها كلها مخصوص بما كانت الإضافة فيه للتخصيص. أما إذا كانت الإضافة للتخفيف - كأن يكون المضاف وصفا - فإنه لا يجوز فيه حينئذ إلا لغتان: إثبات الياء ساكنة، أو مفتوحة نحو قولك «يا ضاربي، ويا مكرمي».

(٤) من الآية ٦٨ من سورة الزخرف.

(٥) من الآية ١٦ من سورة الزمر.