شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[أحكام تابع المنادى]

صفحة 237 - الجزء 1

  المحل، كقولك: «يا زيد صاحب عمرو» و «يا زيد أبا عبد اللّه» و «يا تميم كلّكم» أو «كلّهم» و «يا زيد وأبا عبد اللّه» قال اللّه تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}⁣(⁣١).

  وإن كان التابع نعتا لأيّ تعين رفعه على اللفظ⁣(⁣٢)، كقوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ}⁣(⁣٣) {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ}⁣(⁣٤).

  وإن كان التابع بدلا، أو نسقا بغير الألف واللام، أعطي ما يستحقّه لو كان منادى، تقول في البدل: «يا سعيد كرز» بضم «كرز بغير تنوين كما تقول: «يا كرز» و «يا سعيد أبا عبد اللّه» بالنصب، كما تقول: «يا أبا عبد اللّه»؛ وفي النسق: يا زيد وعمرو» بالضم، و «يا زيد وأبا عبد اللّه» بالنصب، وهكذا أيضا حكم البدل والنسق لو كان المنادى معربا.

  * * *


= للترخيم في محل نصب «يا» حرف نداء «ذا» اسم إشارة منادى مبني على ضم مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بسكون البناء الأصلي في محل نصب «الضامر» نعت لذا المنادى، إما مرفوع تبعا للفظه المقدر، أو منصوب تبعا لمحله، والضامر مضاف و «العنس» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

الشاهد فيه: «قوله «يا ذا الضامر العنس» فإن «ذا» منادى مبني، و «الضامر العنس» نعت مقترن بأل ومضاف، وقد روي برفع هذا النعت ونصبه؛ فدل مجموع الروايتين على أن نعت المنادى إذا كان كذلك جاز فيه وجهان، ونظيره قول عبيد بن الأبرص:

يا ذا المخوّفنا بمقتل شيخه ... حجر تمنّي صاحب الأحلام

(١) من الآية ٤٦ من سورة الزمر.

(٢) لا تنعت «أي» إلا بواحد من اثنين، الأول: الاسم المحلى بأل الجنسية، نحو «يا أيها الرجل» و «يا أيها الإنسان» ومنه الآيتان اللتان تلاهما المؤلف، ومنه أيضا قول أبي الأسود الدؤلي:

يا أيّها الرّجل المعلّم غيره ... هلّا لنفسك كان ذا التّعليم

والثاني: اسم الإشارة، وهل يشترط أن ينعت اسم الإشارة حينئذ باسم محلى بأل أو لا يشترط ذلك؟ ذكر ابن مالك في التسهيل أنه لا يشترط في اسم الإشارة الواقع نعتا لأي هذه أن ينعت باسم محلى بأل، ويدل لصحة ما ذهب إليه في هذه المسألة قول الشاعر:

أيّهذان كلا زاديكما ... ودعاني واغلا فيمن وغل

(٣) من الآية ١ من سورة الحج، ومن آيات كثيرة.

(٤) من الآية ١ من سورة التحريم، ومن الآية ١ من سورة الطلاق، ومن آيات كثيرة في القرآن.