[أحكام تابع المنادى]
  وقال اللّه تعالى: {يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ}(١) وقرئ شاذا {وَالطَّيْرَ} وهذه أمثلة المفرد، وكذلك المضاف الذي فيه أل، تقول: «يا زيد الحسن الوجه، والحسن الوجه» وقال الشاعر:
  ٩٠ - ... يا صاح يا ذا الضّامر العنس ...
  يروى برفع «الضامر» ونصبه.
  فإن كان التابع من هذه الأشياء مضافا، وليس فيه الألف واللام، تعين نصبه على
= وراءه ممن يتعقبهما، وصارا بحيث يراهما فيه من يطلبهما.
الإعراب: «ألا» أداة استفتاح وتنبيه «يا» حرف نداء «زيد» منادى مبني على الضم في محل نصب «والضحاك» الواو حرف عطف، والضحاك: معطوف على زيد، يجوز فيه الرفع اتباعا له على اللفظ، ويجوز فيه أيضا النصب اتباعا له على المحل «سيرا» فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين فاعله «فقد» الفاء حرف دال على التعليل، قد: حرف تحقيق «جاوزتما» جاوز: فعل ماض، وتاء المخاطب فاعله، والميم حرف عماد، والألف حرف دال على تثنية المخاطب «خمر» مفعول به لجاوز، وخمر مضاف و «الطريق» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «يا زيد والضحاك» فإن قوله «زيد» منادى مفرد مبني على الضم في محل نصب، وقوله «الضحاك» اسم مقترن بأل غير مضاف، وهو معطوف على المنادى المبني عطف نسق بالواو، وقد روي في البيت بنصبه ورفعه؛ فدل ذلك على أن المعطوف على المنادى إذا كان بهذه المثابة جاز فيه وجهان.
(١) من الآية ١٠ من سورة سبأ.
٩٠ - هذا الشاهد من كلام ابن لوذان - بفتح اللام وسكون الواو بعدها ذال معجمة - السدوسي، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٣٠٦) وبعده قوله:
... والرّحل ذي الأنساع والحلس ...
وقد نسب في صلب الكتاب، وفي شرح شواهده للأعلم إلى ابن لوذان السدوسي، كما قلنا، وقد ذكر أبو الفرج في الأغاني (١٥/ ١٢ بولاق) أن هذا البيت من كلام خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد، وذكر معه ثانيا، وأشار إلى أن لهما ثالثا.
اللغة: «الضامر العنس» العنس: أصله الناقة الشديدة، وضمورها: دقة وسطها، وأراد هنا تغيرها من كثرة الأسفار «الرحل» ما يوضع على الناقة أو البعير ليركب عليه «الأنساع» جمع نسع - بكسر النون وسكون السين - وهو سير يربط به الرحل «الحلس» - بكسر الحاء وسكون اللام - كساء يوضع على ظهر البعير تحت البرذعة.
الإعراب: «يا» حرف نداء «صاح» منادى مرخم، وأصله صاحب، مبني على ضم الحرف المحذوف =