[المحذوف للترخيم إما حرف، وإما حرفان، وإما كلمة برأسها]
  ٩٢ - ... قفي فانظري يا أسم هل تعرفينه؟ ...
  يريد «يا أسماء».
  ويجب الاقتصار على حذف الحرف الأخير في نحو: «مختار» علما؛ لأن المعتلّ
= في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال.
الشاهد فيه: قوله «يا مرو» الذي أصله يا مروان، حيث رخمه بحذف آخره، وهو النون، ثم أعقب هذا الحذف حذفا آخر؛ فحذف الحرف الذي قبل النون وهو الألف لكونه حرفا ساكنا زائدا معتلا وقبله ثلاثة أحرف، وهذا واضح إن شاء اللّه.
ومثل هذا البيت ما أنشده سيبويه (١ - ٣٣٨) من قول الراجز:
... يا نعم هل تحلف لا تدينها؟ ...
أراد «يا نعمان» فحذف النون، ثم حذف الألف؛ لاستجماع ما ذكرنا من الشروط.
٩٢ - هذا صدر بيت من كلام عمر بن أبي ربيعة المخزومي، من رائيته المشهورة التي أولها قوله:
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ... غداة غدت أم رائح فمهجّر؟
وعجز البيت المستشهد بصدره قوله:
... أهذا المغيريّ الّذي كان يذكر؟ ...
اللغة: «قفي» فعل أمر من الوقوف «يا أسم» أراد يا أسماء «المغيري» المنسوب إلى المغيرة، وهو جد عمر صاحب الشاهد، وقد عنى بالمغيري نفسه.
الإعراب: «قفي» فعل أمر، مبني على حذف النون، وياء المؤنثة المخاطبة فاعله، «فانظري» الفاء حرف عطف، انظري: فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المؤنثة المخاطبة فاعل «يا» حرف نداء «أسم» منادى، مبني على الضم في محل نصب «هل» حرف استفهام، مبني على السكون لا محل له من الإعراب «تعرفينه» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لتجرده من الناصب والجازم، وياء المؤنثّة المخاطبة فاعل، والهاء ضمير الغائب مفعول به مبني على الضم في محل نصب.
الشاهد فيه: قوله «يا أسم» حيث رخّمه بحذف آخره، وهو الهمزة؛ إذ أصله «يا أسماء» ثم أتبع هذا الحذف حذفا آخر، وهو حذف الحرف الذي قبل الآخر وهو الألف؛ لكونه حرفا معتلا ساكنا زائدا مسبوقا بثلاثة أحرف.
ومثل هذا الشاهد قول لبيد، وأنشده سيبويه (ج ١ ص ٣٣٧) والمؤلف في أوضحه (رقم ٤٥٣):
يا أسم صبرا على ما كان من حدث ... إنّ الحوادث ملقيّ ومنتظر
ومثل ذلك قول الشاعر:
ألم تعلمي يا أسم - ويحك - أنّني ... حلفت يمينا لا أخون أميني؟