شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

ترجمة العلامة الراحل محمد محيي الدين عبد الحميد

صفحة 25 - الجزء 1

  ذئب وغيره في مالك، وابن معين في الشافعي، والنسائي في أحمد بن صالح، ونحوه، ولو أطلقنا تقديم الجرح لما سلم لنا أحد من الأئمة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون، وهلك فيه هالكون».

  ويقول الحافظ الذهبي في ميزانه: «كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد، وما ينجو منه إلا من عصم اللّه، وما علمت عصرا من أعصار سلم أهله من ذلك سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئت لسردت من ذلك كراريس» ا ه.

  «ويمثل الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد فلسفة لغوية لها منهجها ودقتها وعمقها، فهو يرى ضرورة تربية الحس اللغوي لينتهي بصاحبه إلى الذوق الأدبي، ويبدأ بالكلمة لينتهي إلى الأسلوب فالأدب نفسه، ودور الكلمة في الأدب دور كبير، وأثرها في بناء العمل الأدبي ضخم وجليل.

  والأستاذ محمد محيي الدين يقف دائما في مجال الريادة؛ فهو أول من فكر في تأليف كتب دينية مزدانة بالصور للأطفال، فألف خمسة أجزاء اثنين للبنين واثنين للبنات وكتابا مشتركا، وقد ذاعت هذه الكتب آنذاك، حتى كان المرحوم الدكتور عبد الوهاب عزام يذكر أنه شاهد ترجمات لها بالتركية والفارسية.

  وهو أول من عني بكتب التراث وتحقيقها تحقيقا علميا دقيقا، مما يتجلى لنا فيما حققه من أمهات كتب التراث في الأدب والنقد والبلاغة واللغة والنحو والصرف، ولذلك يعد بحق شيخ العلماء المحققين.

  وهو أشهر شارح ومفسر لكتب القدماء في مختلف فنون العلم، وقد سهل بذلك على الجيل المعاصر قراءة هذه المصادر، والإفادة منها، والاغتراف من بحرها، وقد اختارت مؤسسة «بريل» في هولندا نشر شرحه على ابن عقيل بالحروف البارزة ليقرأه المكفوفون. ونحن نشكر لها هذا العمل العلمي والإنساني معا».

  من كتب التراث التي شرحها شرحا وافيا، وذلل صعوباتها للباحثين والدارسين وأضاف إليها الكثير من الدراسات:

  شرحه للمقدمة الآجرومية الذي خرج بعنوان «التحفة السنية» وظل إلى اليوم يدرس في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي.