[الحال: تعريفه]
  أحدها: أن يكون وصفا.
  والثاني: أن يكون فضلة.
  والثالث: أن يكون صالحا للوقوع في جواب كيف، وذلك كقولك: «ضربت اللّصّ مكتوفا».
  فإن قلت: يرد على ذكر الوصف، نحو قوله تعالى: {فَانْفِرُوا ثُباتٍ}(١)؛ فإن {ثُباتٍ} حال، وليس بوصف، وعلى ذكر الفضلة، نحو قوله تعالى: {وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً}(٢)؛ وقول الشاعر:
  ١٠٤ - ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميّت الأحياء
  إنما الميت من يعيش كئيبا ... كاسفا باله قليل الرّجاء
  فإنه لو أسقط {مَرَحاً} و «كئيبا» فسد المعنى، فيبطل كون الحال فضلة، وعلى ذكر
=
على حالة لو أنّ في القوم حاتما ... على جوده ضنّت به نفس حاتم
ثم اعلم ثانيا أنك إذا نطقت بهذا اللفظ مذكرا جاز لك أن تصفه بمذكر فتقول: حال حسن، وأن تصفه بمؤنث فتقول: حال حسنة، وأن تعيد الضمير إليه مذكرا وتشير إليه بإشارة المذكر، وتذكر الفعل المسند إليه، كما يجوز أن تعيد الضمير إليه مؤنثا، وأن تشير إليه باسم إشارة المؤنث، وتؤنث الفعل المسند إليه.
(١) من الآية ٧١ من سورة النساء.
(٢) من الآية ٣٧ من سورة الإسراء. ومن الآية ١٨ من سورة لقمان.
١٠٤ - هذان البيتان من كلام عدي بن الرعلاء.
اللغة: «ميت» وقع في هذين البيتين كلمة ميت ثلاث مرات بسكون الياء ومرة رابعة بالتشديد، وقد اختلف العلماء، فقيل: التشديد والتخفيف لغتان، والمعنى واحد فيهما، وقيل: المشدد معناه الذي فيه الحياة ولكنه في تعب وجهد، والمخفف معناه الذي فارق الحياة، وقيل عكسه «كئيبا» حزينا «كاسفا باله» أراد به المتغير الحال «الرجاء» الأمل، ويقع في بعض النسخ محرفا «قليل الرخاء».
الإعراب: «ليس» فعل ماض ناقص «من» اسم موصول اسم ليس «مات» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من، والجملة لا محل لها صلة «فاستراح» الفاء عاطفة، استراح:
فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة معطوفة على جملة الصلة فلا محل لها «بميت» الباء حرف جر زائد، ميت: خبر ليس، منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد «إنما» أداة حصر «الميت» مبتدأ «ميّت» خبر المبتدأ، وميت مضاف، و «الأحياء» مضاف إليه «إنما» أداة حصر «الميت» مبتدأ «من» اسم موصول خبر المبتدأ «يعيش» فعل =