شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[وشرط صاحبها التعريف، أو التخصيص أو التعميم أو التأخير]

صفحة 264 - الجزء 1

  {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}⁣(⁣١) بفتح الياء، وضم الراء، وهذه المواضع ونحوها مخرّجة على زيادة الألف واللام، وكقولهم: «اجتهد وحدك»، وهذا مؤوّل بما لا إضافة فيه [والتقدير: اجتهد منفردا].

  * * *

[وشرط صاحبها التعريف، أو التخصيص أو التعميم أو التأخير]

  ص - وشرط صاحبها: التّعريف، أو التّخصيص، أو التّعميم، أو التّأخير، نحو:

  {خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ}، و {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ}، {وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ}.

  ... لميّة موحشا طلل ...

  ش - أي: شرط صاحب الحال واحد من أمور أربعة:

  الأول: التعريف، كقوله تعالى: {خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ}⁣(⁣٢) فخشعا: حال من الضمير في قوله تعالى: {يَخْرُجُونَ} والضمير أعرف المعارف.

  والثاني: التخصيص، كقوله تعالى: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ}⁣(⁣٣) فسواء حال من أربعة، وهي وإن كانت نكرة، ولكنها مخصصة بالإضافة إلى أيام.⁣(⁣٤)

  والثالث: التعميم، كقوله تعالى: {وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ}⁣(⁣٥) فجملة {لَها مُنْذِرُونَ} حال من قرية، وهي نكرة عامة لوقوعها في سياق النفي.


= الأمثلة التي جاءت فيها نكرة، فكيف نمنعه؟

وذهب علماء الكوفة إلى التفصيل؛ فقالوا: إن دل الحال على الشرط جاز تعريفه نحو «زيد الراكب خير منه الماشي» - بنصب الراكب والماشي - أي زيد إذا ركب خير منه إذا مشى، فإن لم تدل الحال على الشرط لم يجز.

(١) من الآية ٨ من سورة المنافقين.

(٢) من الآية ٧ من سورة القمر.

(٣) من الآية ١٠ من سورة فصلت.

(٤) يكون تخصيص النكرة بواحد من ثلاثة أمور؛ الأول: إضافتها إلى نكرة، ومثاله الآية الكريمة التي تلاها المؤلف، والثاني: أن توصف نحو «قابلني رجل صالح مشرقا وجهه» والثالث: أن تكون النكرة عاملة النصب أو الرفع نحو قولك «عجبت من ضرب أخوك شديدا» أو «عجبت من ضرب أخاك شديدا» بتنوين «ضرب» في المثالين.

(٥) من الآية ٢٠٨ من سورة الشعراء.