شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[المستثنى بليس، ولا يكون وما خلا وما عدا]

صفحة 277 - الجزء 1

  زيد» بخفض زيد فيهما، وتعرب «غير» نفسها بما يستحقه الاسم الواقع بعد «إلّا» في ذلك الكلام؛ فتقول: «قام القوم غير زيد» بنصب غير، كما تقول: قام القوم إلّا زيدا، بنصب زيد، وتقول: «ما قام القوم غير زيد»، و «غير زيد» بالنصب والرفع، كما تقول: ما قام القوم إلّا زيدا زيد، وتقول: «ما قام القوم غير حمار» بالنصب عند الحجازيين، وبالنصب أو الرفع عند التميميين، وعلى ذلك فقس، وهكذا حكم «سوى» خلافا لسيبويه، فإنه زعم أنها واجبة النصب على الظرفية دائما.

[المستثنى بليس، ولا يكون وما خلا وما عدا]

  الثاني: ما ينصب فقط، وهو أربعة: ليس، ولا يكون، وما خلا، وما عدا⁣(⁣١)، تقول: «قاموا ليس زيدا» و «لا يكون زيدا» و «ما خلا زيدا» و «ما عدا زيدا». وفي الحديث:

  «ما أنهر الدّم وذكر اسم اللّه عليه فكلوا، ليس السّنّ والظّفر» وقال لبيد:

  ١١٠ - ألا كلّ شيء - ما خلا اللّه - باطل ... وكلّ نعيم - لا محالة - زائل


(١) لم يذكر المؤلف «ما حاشا» في هذا الموضع، وذكرها في النوع الثالث بدون «ما» وذلك مبني على ما ذهب إليه جماعة من العلماء أن «ما» لم يثبت عن العرب إدخالها على «حاشا» وقد ذكر ابن مالك أن «ما» تدخل على حاشا، واستدل على ذلك بقول الشاعر:

رأيت النّاس ما حاشا قريشا ... فإنّا نحن أفضلهم فعالا

وقد رد عليه هذا الاستدلال بأنه بيت واحد جاء على وجه لا يتكلم به العرب؛ فهو خليق ألا يحتج به، على أنه يحتمل ألا تكون «حاشا» فيه هي حاشا الاستثنائية، الجامدة، بل يجوز أن تكون متصرفة، تقول: حاشيته أحاشيه، وقد جاء مضارع هذا الفعل في قول النابغة الذبياني:

ولا أرى فاعلا في النّاس يشبهه ... وما أحاشي من الأقوام من أحد

١١٠ - هذا الشاهد من كلام لبيد بن ربيعة العامري، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٢٦٧) وفي شذور الذهب (رقم ١٢٢) وأنشده الأشموني (رقم ٣).

الإعراب: «ألا» أداة استفتاح وتنبيه «كل» مبتدأ، وكل مضاف و «شيء» مضاف إليه «ما» مصدرية «خلا» فعل ماض دال على الاستثناء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره هو يعود إلى البعض المفهوم من الكل السابق «اللّه» منصوب على التعظيم، مفعول به لخلا، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول لا محل لها معترضة بين المبتدأ وخبره «باطل» خبر المبتدأ «وكل» الواو حرف عطف، كل: مبتدأ، وكل مضاف و «نعيم» مضاف إليه «لا» نافية للجنس «محالة» اسم لا، مبني على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف، والتقدير: لا محالة موجودة، مثلا، والجملة من لا واسمها وخبرها لا محل لها معترضة بين المبتدأ وخبره «زائل» خبر المبتدأ.

الشاهد فيه: قوله «ما خلا اللّه» حيث ورد بنصب لفظ الجلالة بعد «خلا»؛ فدل ذلك على أن الاسم =