[«كي» تجر بها «ما» الاستفهامية]
[«متى» حرف جر في لغة هذيل]
  و «متى» لا يجرّ بها إلا هذيل، قال شاعرهم يصف السحاب:
  ١١٢ - شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت ... متى لجج خضر لهنّ نئيج
[«كي» تجر بها «ما» الاستفهامية]
  و «كي» لا يجرّ بها إلا «ما» الاستفهامية، وذلك في قولهم في السؤال عن علّة الشيء: «كيمه» بمعنى لمه،
[«لولا» يجر بها الضمير]
  و «لولا» لا يجرّ بها إلا الضمير في قولهم: لولاي، ولولاك، ولولاه، وهو نادر، قال الشاعر:
  ١١٣ - أومت بعينيها من الهودج ... لولاك في ذا العام لم أحجج
١١٢ - البيت من كلام أبي ذؤيب الهذلي، يصف السحاب، وقد أنشده ابن عقيل (١٩٨) والمؤلف في أوضحه (٢٨٧) وصاحب أدب الكاتب (ص ٤٠٨ بتحقيقنا) والأشموني (رقم ٥٢٣).
اللغة: «ترفعت» تصاعدت وتباعدت «لجج» جمع لجة بزنة غرفة وغرف، واللجة: معظم الماء «نئيج» هو الصوت العالي المرتفع.
المعنى: يدعو لامرأة اسمها أم عمرو - كما ورد في بيت قبل هذا البيت - بالسقيا بماء سحب موصوفة بأنها شربت من ماء البحر، وأخذت ماءها من لججه، ولها في تلك الحال صوت عال مرتفع، والبيت المشار إليه هو قوله:
سقى أمّ عمرو كلّ آخر ليلة ... حناتم سود ماؤهنّ ثجيج
الإعراب: «شربن» فعل وفاعل «بماء» جار ومجرور متعلق بشرب، إما على تضمين شرب معنى روي، فتكون الباء سببية؛ وإما على أن شرب باق على معناه، فتكون الباء في قوله «بماء» بمعنى من الابتدائية؛ وماء مضاف و «البحر» مضاف إليه «ثم» حرف عطف «ترفعت» ترفع: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى نون النسوة العائد إلى حناتم «متى» حرف جر بمعنى من «لجج» مجرور بمتى، والجار والمجرور بدل من الجار والمجرور الأول إذا قدرت الباء بمعنى من، وإلا فهذا الجار والمجرور متعلق بشرب «خضر» صفة للجج «لهن» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «نئيج» مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال من فاعل ترفعت المستتر فيه.
الشاهد فيه: قوله «متى لجج» استعمل «متى» حرف جر، فجر به قوله «لجج».
١١٣ - ينسب هذا البيت إلى عمر بن أبي ربيعة، القرشي، المخزومي ويروى بعده:
أنت إلى مكّة أخرجتني ... ولو تركت الحجّ لم أخرج
اللغة: «أومت» معناه أشارت، وأصله أومأت، فسهل الهمزة التي بعد الميم بقلبها ألفا لانفتاحها وانفتاح ما قبلها، ثم حذف هذه الألف تخلصا من التقاء الساكنين «الهودج» مركب يوضع فوق البعير يركب فيه النساء. =