[الأول: اسم الفعل]
  (٢) وما سمي به الأمر ك «صه» بمعنى اسكت، وفي الحديث «إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب صه فقد لغوت» كذا جاء في بعض الطرق.
  (٣) وما سمي به المضارع ك «وي» بمعنى أعجب، قال اللّه تعالى: {وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ}(١) أي أعجب لعدم فلاح الكافرين، ويقال فيه «وا» قال الشاعر:
  ١١٥ - وا، بأبي أنت وفوك الأشنب ... كأنّما ذرّ عليه الزّرنب
  و «واها» قال الشاعر:
= القافية وللوقف، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل رفع صفة ثانية لخل.
الشاهد فيه: قوله «هيهات العقيق» وقوله «هيهات خل» حيث استعمل هيهات في الموضعين اسم فعل بمعنى بعد، ورفع به فاعلا، كما يرفعه بنفس بعد؛ فدل ذلك على أن اسم الفعل يعمل عمل الفعل الذي يكون بمعناه.
(١) من الآية ٨٢ من سورة القصص.
١١٥ - هذا البيت من كلام راجز من بني تميم، ولم يعين أحد اسمه، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٤٦٠) وفي المغني (رقم ٦٠٤) والأشموني (رقم ٩٣٤).
اللغة: «وا» معناه أعجب «بأبي» يريد أفديك بأبي، أو أنت بأبي «الأشنب» الذي فيه الشنب، وهو - بفتح الشين والنون جميعا - عبارة عن رقة الأسنان وعذوبتها، أو نقط بيض فيها «الزرنب» نبت من نبات البادية طيب الرائحة.
الإعراب: «وا» اسم فعل مضارع بمعنى أعجب، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «بأبي» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، و «أنت» ضمير منفصل مبتدأ مؤخر «وفوك» الواو حرف عطف، فو: معطوف على الضمير المنفصل الواقع مبتدأ، مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة، وفو مضاف والكاف ضمير المخاطبة مضاف إليه «الأشنب» نعت لفوك، مرفوع بالضمة الظاهرة «كأنما» كأن: حرف تشبيه، وهو هنا مهمل، وما:
كافة «ذر» فعل ماض مبني للمجهول «عليه» جار مجرور متعلق بذر «الزرنب» نائب فاعل لذر، والجملة من الفعل - الذي هو ذر - ونائب الفاعل في محل نصب حال من «فوك».
الشاهد فيه: قوله «وا» فإنه اسم فعل مضارع بمعنى أعجب، مثل «وي» بفتح الواو وسكون الياء، والمرفوع به ضمير مستتر فيه وجوبا، كالذي يرتفع بنفس أعجب؛ فدل ذلك على أن اسم الفعل المضارع يعمل عمل الفعل المضارع الذي يكون بمعناه.