شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[اسم المفعول]

صفحة 307 - الجزء 1

  تكرار الفعل؛ فلا يقال «ضرّاب» لمن ضرب مرة واحدة، وكذا الباقي، وهي في التفصيل والاشتراط كاسم الفاعل سواء، وإعمالها قول سيبويه وأصحابه، وحجّتهم في ذلك السماع، والحمل على أصلها - وهو اسم الفاعل - لأنها محوّلة عنه لقصد المبالغة، ولم يجز الكوفيون إعمال شيء منها، لمخالفتها لأوزان المضارع ولمعناه، وحملوا نصب الاسم الذي بعدها على تقدير فعل، ومنعوا تقديمه عليها؛ ويردّ عليهم قول العرب: «أما العسل فأنا شرّاب»⁣(⁣١).

  ولم يجز بعض البصريين إعمال فعيل، وفعل. وأجاز الجرميّ إعمال فعل، دون فعيل؛ لأنه على وزن الفعل ك «علم وفهم».

  * * *

[اسم المفعول]

  ص - واسم المفعول، كمضروب ومكرم، ويعمل عمل فعله، وهو كاسم الفاعل.

  ش - النوع الخامس من الأسماء التي تعمل عمل الفعل: اسم المفعول، «كمضروب، ومكرم».

  وهو كاسم الفاعل فيما ذكرنا، تقول: «جاء المضروب عبده» فترفع العبد بمضروب على أنه قائم مقام فاعله، كما تقول: «جاء الذي ضرب عبده»، ولا يختص إعمال ذلك بزمان بعينه؛ لاعتماده على الألف واللام، وتقول: «زيد مضروب عبده» فتعمله فيه إن أردت به الحال أو الاستقبال، ولا يجوز أن تقول: «مضروب عبده» وأنت تريد الماضي، خلافا للكسائي، ولا أن تقول: «مضروب الزّيدان» لعدم الاعتماد، خلافا للأخفش⁣(⁣٢).

  * * *


(١) ونظير هذا في الرد عليهم قول أبي ذؤيب الهذلي:

قلى دينه، واهتاج للشّوق؛ إنّها ... على الشّوق إخوان العزاء هيوج

فإن قوله «إخوان العزاء» مفعول به لهيوج، وقد تقدم عليه كما ترى، ونظائره كثيرة، ومن إعمال صيغة المبالغة في الجار والمجرور المتقدم عليها قول الفضل بن عبد الرحمن القرشي:

فإيّاك إيّاك المراء فإنّه ... إلى الشّرّ دعّاء وللصّرم جالب

(٢) اسم المفعول: هو ما دل على ذات وحدث وقع عليها، ومثاله مضروب ومكرم - بفتح الراء - فإن كل واحد من هذين المثالين يدل على ذات وحدث - وهو الضرب والإكرام - وعلى أن هذا الحدث وقع على الذات التي يدل عليها اللفظ. =