شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[اسم التفضيل]

صفحة 312 - الجزء 1

  فإن كان نكرة فنصبه على وجهين:

  أحدهما: أن يكون على التمييز، وهو الأرجح.

  الثاني: [أن يكون منصوبا] على التشبيه بالمفعول به.

  فإن كان معرفة تعيّن أن يكون منصوبا على التشبيه بالمفعول به، لأن التمييز لا يكون معرفة، خلافا للكوفيين.

  (٣) الوجه الثالث: الجرّ، وذلك بإضافة الصفة.

  وعلى هذا الوجه ووجه النصب ففي الصفة ضمير مستتر مرفوع على الفاعلية.

  وأصل هذه الأوجه الرّفع، وهو دونها في المعنى، ويتفرع عنه النصب، ويتفرع عن النصب الخفض.

  * * *

[اسم التفضيل]

  ص - واسم التّفضيل، وهو: الصّفة الدّالّة على المشاركة والزّيادة، ك «أكرم» ويستعمل، بمن، ومضافا لنكرة، فيفرد ويذكّر، وبأل فيطابق، ومضافا لمعرفة فوجهان، ولا ينصب المفعول مطلقا، ولا يرفع في الغالب ظاهرا إلّا في مسألة الكحل.

  ش - النّوع السابع من الأسماء التي تعمل عمل الفعل: اسم التفضيل.

  وهو: «الصفة، الدالّة على المشاركة والزيادة»⁣(⁣١) نحو: «أفضل، وأعلم، وأكثر».


(١) المراد أن هذه الصيغة - وهي «أفعل» - تدل على مشاركة صاحبها لغيره في أصل الفعل وزيادة صاحبها على غيره فيه، وتصاغ من مصدر الفعل اللازم نحو أكرم، وأجبن، وأبخل، وأظرف، ومن مصدر الفعل المتعدي مثل أضرب وأنصر ومثل أعلم وقد ورد «خير» و «شر» بدون الهمزة في أولها، مثال «خير» قول الراجز:

... بلال خير النّاس وابن الأخير ...

ومثال «شر» قول حسان:

... فشركما لخيركما الفداء ...

فقيل: كثر استعمال هاتين الكلمتين فخففوهما بحذف الهمزة، وقال الأخفش: لما كان «خير، وشر» لا فعل لهما خالف لفظهما لفظ نظائرهما من الصفات، فعلى قول الأخفش هذا يكون في «خير» و «شر» شذوذان، أحدهما في لفظهما، والثاني في اشتقاقهما حيث جاءا ولا فعل لهما، وقد جاء «حب» بغير همزة في قول الشاعر:

وزادني كلفا بالحبّ أن منعت ... وحبّ شيء إلى الإنسان ما منعا

فقيل: الرواية «أحب شيء» - بغير الواو، وبالهمزة على الأصل - وقيل: شاذ وقع في ضرورة.