شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[التوكيد لفظي ومعنوي، والكلام على اللفظي]

صفحة 322 - الجزء 1

  مثال ذلك في صفة المدح «الحمد للّه الحميد» أجاز فيه سيبويه الجرّ على الاتباع، والنصب بتقدير أمدح، والرّفع بتقدير هو، وقال: «سمعنا بعض العرب يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}⁣(⁣١) بالنصب؛ فسألت عنها يونس، فزعم أنها عربية» اه.

  ومثاله في صفة الذمّ: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}⁣(⁣٢) قرأ الجمهور بالرفع على الاتباع، وقرأ عاصم بالنّصب على الذم.

  ومثاله في صفة الترحّم «مررت بزيد المسكين» يجوز فيه الخفض على الاتباع، والرّفع بتقدير هو، والنصب بتقدير أرحم.

  ومثاله في صفة الإيضاح: «مررت بزيد التّاجر» يجوز فيه الخفض على الاتباع، والرّفع بتقدير هو، والنّصب بتقدير أعني.

  ولا فرق في جواز القطع بين أن يكون الموصوف معلوما حقيقة أو ادّعاء؛ فالأول مشهور، وقد ذكرنا أمثلته، والثاني نصّ عليه سيبويه في كتابه، فقال: «وقد يجوز أن تقول: مررت بقومك الكرام» يعني بالنصب أو بالرفع «إذا جعلت المخاطب كأنه قد عرفهم» ... . ثم قال «نزّلتهم هذه المنزلة وإن كان لم يعرفهم» اه.

  * * *

[التوكيد لفظي ومعنوي، والكلام على اللفظي]

  ص - والتّوكيد، وهو إمّا لفظيّ، نحو

  ... أخاك أخاك إنّ من لا أخا له ...

  أتاك أتاك اللّاحقون احبس احبس ...

  ونحو

  ... لا لا أبوح بحبّ بثنة إنّها ...

  وليس منه {دَكًّا دَكًّا} {صَفًّا صَفًّا.}

  ش - الثاني من التّوابع: التوكيد، ويقال فيه أيضا: التأكيد - بالهمزة - وبإبدالها ألفا على القياس في نحو: «فأس، ورأس».

  وهو ضربان: لفظيّ، ومعنويّ.

  والكلام الآن في اللفظي، وهو: إعادة الأول بعينه سواء كان اسما، كقوله:


(١) من الآية ٢ من سورة الفاتحة.

(٢) من الآية ٤ من سورة المسد.