شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[العلة السابعة: الجمع]

صفحة 355 - الجزء 1

  تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}⁣(⁣١).

[العلة السادسة: الوصف]

  العلة السادسة: الوصف، كأحمر، وأفضل، وسكران، وغضبان.

  ويشترط لاعتباره أمران، أحدهما: الأصالة، فلو كانت الكلمة في الأصل اسما ثم طرأت لها الوصفيّة لم يعتدّ بها، وذلك كما إذا أخرجت «صفوانا، وأرنبا» عن معناهما الأصلي - وهو الحجر الأملس، والحيوان المعروف - واستعملتهما بمعنى قاس وذليل فقلت: هذا قلب صفوان، وهذا رجل أرنب، فإنك تصرفهما، لعروض الوصفية فيهما، الثاني: أن لا تقبل الكلمة تاء التأنيث، فلهذا تقول: مررت برجل عريان، ورجل أرمل⁣(⁣٢) بالصرف، لقولهم في المؤنثة: عريانة، وأرملة، بخلاف «سكران» و «أحمر» فإن مؤنثهما سكرى وحمراء، بغير التاء.

[العلة السابعة: الجمع]

  العلة السابعة: الجمع، وشرطه أن يكون على صيغة لا يكون عليها الآحاد. وهو نوعان: مفاعل، كمساجد ودراهم، ومفاعيل، كمصابيح وطواويس.

[العلة الثامنة: الزيادة]

  العلة الثامنة: الزيادة، والمراد بها الألف والنون الزائدتان، نحو سكران، وعثمان.

[العلة التاسعة: التأنيث]

  العلة التاسعة: التأنيث، وهو على ثلاثة أقسام: تأنيث بالألف كحبلى وصحراء، وتأنيث بالتاء كطلحة وحمزة، وتأنيث بالمعنى كزينب وسعاد.

  وتأثير الأول منها في منع الصرف لازم مطلقا من غير شرط كما سيأتي. وتأثير الثاني مشروط بالعلميّة كما سيأتي. وتأثير الثالث كتأثير الثاني، ولكنه تارة يؤثر وجوب منع الصرف وتارة يؤثر جوازه، فالأول مشروط بوجود واحد من ثلاثة أمور، وهي: إما الزيادة على ثلاثة أحرف كسعاد وزينب، وإما تحرّك الوسط كسقر ولظى، وإما العجمة كماه وجور وحمص وبلخ، والثاني فيما عدا ذلك كهند ودعد وجمل، فهذه يجوز فيها الصرف وعدمه، وقد اجتمع الأمران في قول الشاعر:


(١) من كل من الآيتين ١٨٤، ١٨٥ من سورة البقرة.

(٢) من مجيء الأرمل وصفا للرجل قول جرير لعمر بن عبد العزيز:

هذي الأرامل قد قضّيت حاجتها ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذّكر؟