[الوقف]
  و «قعدت» وإن كانت متحركة: فإمّا أن تكون الكلمة جمعا بالألف والتاء، أو لا، فإن لم تكن كذلك فالأفصح الوقف بإبدالها هاء، تقول: «هذه رحمه» و «هذه شجره» وبعضهم يقف بالتاء، وقد وقف بعض السبعة في قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}(١)، و {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ}(٢) بالتاء، وسمع بعضهم يقول: يا أهل سورة البقرت! فقال بعض من سمعه: واللّه ما أحفظ منها آيت، وقال الشاعر:
  ١٤٨ - واللّه أنجاك بكفّي مسلمت ... من بعد ما وبعد ما وبعد مت
  كانت نفوس القوم عند الغلصمت ... وكادت الحرّة أن تدعى أمت
  وإن كان جمعا بالألف والتاء فالأصحّ الوقف بالتاء، وبعضهم يقف بالهاء، وسمع من كلامهم: «كيف الإخوة والأخواه؟» وقالوا: «دفن البناه من المكرماه» وقد نبّهت على الوقف على نحو «رحمة» بالتاء، و «مسلمات» بالهاء بقولي بعد: «وقد يعكس فيهنّ».
  * * *
(١) من الآية ٥٦ من سورة الأعراف.
(٢) من الآية ٤٣ من سورة الدخان.
١٤٨ - هذا الشاهد من كلام الفضل بن قدامة، أبي النجم، العجلي، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٥٥٦).
الإعراب: «اللّه» مبتدأ «أنجاك» أنجى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اللّه، وكاف المخاطب مفعول به، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «بكفي» جار ومجرور متعلق بأنجى، وكفي مضاف، و «مسلمت» مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة، وإنما سكن لأجل الوقف «من بعد» جار ومجرور متعلق بأنجى «ما» مصدرية «وبعد ما» معطوف على سابقه «وبعدمت» كذلك «كانت» كان: فعل ماض ناقص بمعنى صار، والتاء للتأنيث «نفوس» اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة، ونفوس مضاف و «القوم» مضاف إليه «عند» ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر كان الناقصة، وعند مضاف و «الغلصمت» مضاف إليه، وما المصدرية مع كان ومعموليها في تأويل مصدر مجرور بإضافة بعد إليه: أي من بعد كون نفوس القوم عند الغلصمة.
الشاهد فيه: قوله «مسلمت» وقوله «مت» وقوله «الغلصمت» وقوله «أمت» أما الأول فأصله مسلمة - بفتح الميم أوله - فقلب هاء التأنيث تاء في الوقف، ومثله الغلصمة وأمة، وقد نص ياقوت الحموي في معجم البلدان (مادة ظفار) على أن الوقف على هاء التأنيث بالتاء لغة حمير، وأما قوله «مت» فأصله «ما» فقلب الألف هاء ثم قلب هذه الهاء تاء، تشبيها لها بهاء التأنيث.