[المبني على الفتح مثل أحد عشر وأخواته]
  (٢) ومنهم من أعربه بالضمة رفعا، وبناه على الكسر نصبا وجرّا.
  وزعم الزّجّاجيّ أن من العرب من يبني «أمس» على الفتح، وأنشد عليه قوله * مذ أمسا * [٣] وهو وهم، والصّواب ما قدمناه من أنه معرب غير منصرف، وزعم بعضهم أن «أمسا»(١) في البيت فعل ماض، وفاعله مستتر، والتقدير: «مذ أمسى المساء».
[المبني على الفتح مثل أحد عشر وأخواته]
  ولما فرغت من ذكر المبنيّ على الكسر، ذكرت المبنيّ على الفتح، ومثّلته بأحد عشر وأخواته(٢)، تقول «جاءني أحد عشر رجلا، ورأيت أحد عشر رجلا، ومررت بأحد عشر رجلا» بفتح الكلمتين في الأحوال الثلاثة، وكذا تقول في أخواته، إلا «اثني عشر» فإن الكلمة الأولى منه تعرب: بالألف رفعا، وبالياء نصبا وجرّا، تقول: «جاءني اثنا عشر رجلا، ورأيت اثني عشر رجلا، ومررت باثني عشر رجلا».
  وإنما لم أستثن هذا من إطلاق قولي «وأخواته» لأنني سأذكر - فيما بعد - أنّ «اثنين، واثنتين» يعربان إعراب المثنى مطلقا، وإن ركّبا.
  * * *
= والدليل على أنها عندهم معربة هذا الإعراب وليست مبنية على الفتح أنهم قد جاؤوا بها في حالة الرفع مرفوعة بالضمة الظاهرة مثل قول الشاعر:
اعتصم بالرّجاء إن عنّ بأس ... وتناس الّذي تضمّن أمس
فإن قوله «أمس» مرفوع بالضمة، بدليل القافية في آخر المصراع الأول، وهو فاعل لقوله «تضمن» ولو كان مبنيا للزم حالة واحدة في جميع مواقع الإعراب.
(١) كان صوابه حينئذ أن يكتب «أمسى» بالياء، لأن الألف الزائدة على الثلاث تكتب ياء.
(٢) أخوات «أحد عشر» هي: «اثنا عشر» و «ثلاثة عشر» إلى «تسعة عشر» في المذكر و «إحدى عشرة» و «ثلاث عشرة» إلى «تسع عشرة» وكل هذه الأعداد المركبة مبنية الصدر والعجز، إلا «اثني عشر» فإن عجز هذا المركب هو «عشر» مبني على الفتح، وأما صدره - وهو اثنا في المذكر واثنتا في المؤنث - فهو معرب كإعراب المثنى:
بالألف رفعا، وبالياء نصبا وجرا، تقول: «عندي اثنا عشر كتابا» وتقول: «اشتريت اثني عشر كتابا» أما بناء ما بني منها فلتضمنه معنى حرف من حروف المعاني وهو واو العطف، لأن قولك: «أحد عشر» في معنى قولك «أحد وعشر» فحذفت الواو لقصد مزج الاسمين معا وجعلهما اسما واحدا، وكان البناء على حركة ليعلم أن لهذا المركب أصلا في الإعراب وذلك قبل مزجه، وكانت الحركة فتحة للخفة، وهكذا يسأل في كل اسم مبني على حركة؛ لماذا بني مع أن الأصل في الاسم الإعراب؟ ولماذا بني على حركة مع أن الأصل في البناء أن يكون على السكون؟ ولماذا كانت الحركة خصوص الفتحة أو الضمة أو الكسرة؟.