شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[بيان إعراب جمع المذكر السالم، وبيان ما يلحق به]

صفحة 70 - الجزء 1

  وقال تعالى: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ}⁣(⁣١)، فهذا مجرور، وعلامة جره الياء.

  (٢) ومنها «عشرون» وأخواته إلى التسعين، تقول: «جاءني عشرون» و «رأيت عشرين» و «مررت بعشرين» وكذلك تقول في الباقي.

  (٣) ومنها «أهلون» قال اللّه تعالى: {شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا}⁣(⁣٢) {مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ}⁣(⁣٣) {إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً}⁣(⁣٤) الأول فاعل، والثاني مفعول، والثالث مجرور.

  (٤) ومنها «وابلون» وهو جمع لوابل، وهو المطر الغزير.

  (٥) ومنها «أرضون»⁣(⁣٥) بتحريك الراء، ويجوز إسكانها في ضرورة الشعر.

  (٦) ومنها «سنون» وبابه، وهو كل [اسم] ثلاثي حذفت لامه وعوّض عنها هاء التأنيث ولم يكسّر، ألا ترى أن سنة أصلها سنو أو سنه، بدليل قولهم في الجمع بالألف والتاء «سنوات» أو «سنهات» فلما حذفوا من المفرد اللام، وهي الواو أو الهاء، وعوّضوا عنها هاء التأنيث، أرادوا في جمع التكسير أن يجعلوه على صورة جمع المذكر السالم، أعني مختوما بالواو والنون رفعا، وبالياء والنون جرا ونصبا؛ ليكون ذلك جبرا لما فاته من حذف اللام، وكذلك القول في نظائره، وهي: عضة وعضون، وعزة وعزون، وثبة وثبون، وقلة وقلون، ونحو ذلك، قال اللّه تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}⁣(⁣٦)، {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ}⁣(⁣٧).


(١) من الآية ٢١ من سورة الزمر.

(٢) من الآية ١١ من سورة الفتح.

(٣) من الآية ٨٩ من سورة المائدة.

(٤) من الآية ١٢ من سورة الفتح.

(٥) قد جاء جمع الأرض بفتح الراء في حديث «من غصب قيد شبر من أرض طوقه من سبع أرضين يوم القيامة» وجاء بسكون الراء في قول الشاعر:

لقد ضجّت الأرضون إذ قام من بني ... سدوس خطيب فوق أعواد منبر

وقول عبيد بن الأبرص (د ٥١ بيروت):

أو صرت ذا بومة في رأس رابية ... أو في قرار من الأرضين قرواح

(٦) من الآية ٩١ من سورة الحجر.

(٧) من الآية ٣٧ من سورة المعارج.