[حكم الاسم الذي لا ينصرف]
  وهما موجودان فيه أضفته أم لم تضفه، وكذلك تمثيلي بالأفضل أولى من تمثيل بعضهم بقوله:
  ١٢ - رأيت الوليد بن اليزيد مباركا ... [شديدا بأعباء الخلافة كاهله]
  لأنه يحتمل أن يكون قدّر في «يزيد» الشّياع فصار نكرة، ثم أدخل عليه «أل»
١٢ - هذا البيت من كلام ابن ميادة، واسمه الرماح بن أبرد بن ثوبان وميادة: اسم أمه، وهو أحد الشعراء المقدمين الفصحاء المحتج بشعرهم، والبيت من قصيدة له يمدح فيها أبا العباس الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، وقد استشهد بهذا البيت جماعة من النحاة، منهم المؤلف في كتابه «أوضح المسالك» (رقم ١٩) وقد أنشده فيه مرارا (ج ١ ص ٦٣، ١٥٨ بتحقيقنا) ومنهم الأشموني (رقم ٣٥) وذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص ٩٨).
اللغة: «أعباء الخلافة» الأعباء: جمع عبء - بكسر العين وسكون الباء وآخره همزة - وهو الحمل الذي يثقل عليك، ويروى في مكانه «بأحناء الخلافة» والأحناء: جمع حنو - بوزن عبء - وهو ناحية الشيء، و «كاهله» أصل الكاهل ما بين الكتفين، ويكنى بشدة الكاهل عن القوة وعظيم التحمل لمهام الأمور.
المعنى: يمدح الوليد بن يزيد بأنه مبارك ميمون النقيبة، قوي على تحمل مهام الخلافة، عظيم الاضطلاع بأهوالها، كثير الالتفات إلى نواحيها المختلفة، يدبرها ويهيمن عليها.
الإعراب: «رأيت» فعل ماض وفاعله، ورأى ههنا يجوز أن تكون بصرية فلا تحتاج إلا إلى مفعول واحد، ويجوز أن تكون علمية تحتاج إلى مفعولين يكون أصلهما مبتدأ وخبرا «الوليد» مفعول به لرأى منصوب بالفتحة الظاهرة «بن» نعت للوليد منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وابن مضاف و «اليزيد» مضاف إليه، مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة «مباركا» مفعول ثان لرأى إذا جعلتها علمية، وحال من الوليد الذي هو المفعول إذا جعلتها بصرية «شديدا» معطوف على قوله مباركا بحرف عطف محذوف «بأعباء» الباء حرف جر، وأعباء: مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بشديد، وأعباء مضاف و «الخلافة» مضاف إليه، مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة «كاهله» كاهل: فاعل بشديد؛ لأن شديدا صفة مشبهة تعمل عمل الفعل، مرفوع بالضمة الظاهرة، وكاهل مضاف والهاء ضمير غائب عائد إلى الوليد مضاف إليه، مبني على الضم في محل جر، وسكن لأجل الوقف.
الشاهد فيه: قوله «اليزيد» «فإن» «أل» في هذه الكلمة تحتمل أمرين؛ الأمر الأول أن تكون للتعريف، والأمر الثاني: أن تكون زائدة.
فأما الأمر الأول: فإنه يتأتى إذا كان الشاعر - قبل أن يدخل «أل» عليه - قد قصد تنكيره فصار شائعا شيوع رجل ونحوه من النكرات، ثم أدخل بعد ذلك «أل» للدلالة على التعريف، فصار كالرجل ونحوه مما دخلت عليه أل لقصد التعريف، فإذا كان الأمر كذلك لم يكن في «يزيد» علتان فرعيتان =