[يجوز حذفها وحدها أو مع اسمها]
  أصله: لأن كنت، فعمل فيه ما ذكرنا.
  والثاني بعد «إن» و «لو» الشرطيتين، مثال ذلك بعد «إن» قولهم: «المرء مقتول بما قتل به، إن سيفا فسيف، وإن خنجرا فخنجر» و «النّاس مجزيّون بأعمالهم، إن خيرا فخير، وإن شرّا فشرّ»، وقول الشاعر:
  ٤٨ - لا تقربنّ الدّهر آل مطرّف ... إن ظالما أبدا وإن مظلوما
  أي: إن كان ما قتل به سيفا فالذي يقتل به سيف، وإن كان عملهم خيرا فجزاؤهم
= وذهب أبو الفتح بن جني إلى أن العامل في «أنت منطلقا» الرفع والنصب ليس هو كان المحذوفة المعوض عنها بما، كما قال المؤلف تبعا لجمهور النحاة، وإنما هو «ما» نفسها، لأنها عاقبت الفعل ووقعت موقعه، والشيء إذا عاقب الشيء ووقع موقعه عمل عمله، وولي من الأمر ما كان المحذوف يليه.
٤٨ - هذا البيت من كلام ليلى الأخيلية، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ١٣٢) وقد أنشد عجزه المؤلف في أوضحه (رقم ٩٤).
اللغة: «آل مطرّف» هم قوم من بني عامر، وهم قوم ليلى.
المعنى: تصف قومها بالعز والمنعة، وتحذر من الإغارة عليهم، لأن المغير إن كان ظالما لم يقدر على إيذائهم لشوكتهم، وإن كان مظلوما طالبا لثأر عندهم عجز عن الانتصاف منهم.
الإعراب: «لا» ناهية «تقربن» تقرب: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، في محل جزم بلا الناهية، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الدهر» ظرف زمان متعلق بتقرب «آل» مفعول به لتقرب، منصوب بالفتحة الظاهرة، وآل مضاف و «مطرف» مضاف إليه «إن» حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه «ظالما» خبر كان المحذوفة مع اسمها، والتقدير: «إن كنت ظالما» وكان المحذوفة هي فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف، والتقدير: إن كنت ظالما فلا تقربهم «وإن» الواو حرف عطف، إن: حرف شرط «مظلوما» خبر كان المحذوفة مع اسمها، وهي فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف، والتقدير: وإن كنت مظلوما فلا تقربهم أيضا، على مثال الماضي.
الشاهد فيه: قولها «إن ظالما، وإن مظلوما» حيث حذفت كان واسمها وأبقت خبرها بعد إن الشرطية، في الموضعين، وقد بينا لك التقدير في إعراب البيت.
ومثل هذا البيت في حذف كان واسمها وإبقاء خبرها بعد إن الشرطية قول النابغة الذبياني:
حدبت عليّ بطون ضنّة كلّها ... إن ظالما أبدا، وإن مظلوما
وكذلك قول ابن همام السلولي:
وأحضرت عذري عليه الشّهو ... د، إن عاذرا لي وإن تاركا