شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[أحكام تابع المنادى]

صفحة 235 - الجزء 1

  وقال الآخر:

  ٨٨ - فما كعب بن مامة وابن أروى ... بأجود منك يا عمر الجوادا

  والقوافي منصوبة؛ وقال آخر:

  ٨٩ - ألا يا زيد والضّحّاك سيرا ... فقد جاوزتما خمر الطّريق


= فاعله؛ لأنه اسم فاعل «عن» حرف جر «عبد» مجرور بعن، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بالوارث، وعبد مضاف و «الملك» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وسكن آخره لأجل الوقف.

الشاهد فيه: قوله «يا حكم الوارث» فإن «حكم» منادى مبني على الضم، لأنه مفرد علم، و «الوارث» نعت مقترن بأل، وقد روي برفع الوارث ونصبه، على ما بيناه في الإعراب، فدل مجموع الروايتين على أن النعت إذا كان بهذه المنزلة مقترنا بأل، وكان المنادى مبنيا، جاز في النعت الوجهان.

٨٨ - هذا البيت من كلمة لجرير بن عطية يمدح فيها أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بن مروان، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٤٣٦) وفي مغني اللبيب (رقم ١٦).

اللغة والرواية: «كعب بن مامة» هو رجل من إياد يضرب به المثل في الكرم والإيثار على النفس «ابن أروى» أراد به عثمان بن عفان ¥، وكان مضرب المثل في الكرم، ويروى في مكانه «وابن سعدى» وهو أوس بن حارثة الطائي أحد المشهورين بالجود والكرم أيضا.

الإعراب: «ما» نافية حجازية تعمل عمل ليس «كعب» اسم ما «ابن» نعت لكعب، وابن مضاف و «مامة» مضاف إليه، مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث «وابن» الواو عاطفة، ابن: معطوف على اسم ما، وابن مضاف و «أروى» مضاف إليه «بأجود» الباء حرف جر زائد، أجود: خبر ما الحجازية «منك» جار ومجرور متعلق بأجود «يا» حرف نداء «عمر» يروى بالضم والنصب؛ فأما الضم فهو المشهور، وهو منادى مبني على الضم في محل نصب «الجوادا» نعت لعمر باعتبار محله ونعت المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق.

الشاهد فيه: قوله «الجوادا» فإنه نعت لعمر، وعمر منادى مبني على الضم على ما عرفت في الإعراب، وقد ورد في البيت بنصب الجواد بدليل قوافي القصيدة كلها؛ فدل ذلك على أن نعت المنادى المبني إذا كان مقترنا بأل جاز فيه النصب مراعاة لمحل المنادى.

٨٩ - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين.

اللغة: «خمر الطريق» - بفتح الخاء والميم جميعا - هو الساتر الملتف بالأشجار وإضافته على هذا من إضافة الصفة للموصوف، أي جاوزتما الطريق الذي يستر كما بكثرة أشجاره.

المعنى: يأمر صديقين له بأن يغذا السير ويجدا فيه؛ لأنهما قد صارا في طريق لا ساتر فيه يتواريان =