[قد يكون الحال أو التمييز مؤكدا]
  ١٠٧ - ولقد علمت بأنّ دين محمّد ... من خير أديان البريّة دينا
  ومنه قول الشاعر:
  ١٠٨ - والتّغلبيّون بئس الفحل فحلهم ... فحلا، وأمّهم زلّاء منطيق
١٠٧ - هذا البيت من كلام أبي طالب بن عبد المطلب، عم النبي ÷، ووالد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ¥.
ومفرداته ومعناه في غاية الظهور.
الإعراب: «لقد» اللام موطئة للقسم، وقد حرف تحقيق «علمت» فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم «بأن» الباء حرف جر، أن: حرف توكيد ونصب «دين» اسم أن منصوب بالفتحة الظاهرة، ودين مضاف و «محمد» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة «من خير» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر أن، وخير مضاف و «أديان» مضاف إليه، وأديان مضاف و «البرية» مضاف إليه، وأن مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالباء، والجار والمجرور متعلق بعلم «دينا» تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «دينا» فإنه تمييز على ما عرفت في الإعراب، وهو مؤكد لما سبقه، ومما أسلفنا ذكره في بيان التأكيد في الآيتين تعلم أنه ليس مؤكدا لعامله الذي هو «خير».
١٠٨ - هذا البيت من كلمة لجرير بن عطية يهجو فيها الأخطل التغلبي النصراني، وقد أنشده ابن عقيل (رقم ٢٧٥).
اللغة: «الفحل» أراد به هنا أباهم «زلاء» - بفتح الزاي وتشديد اللام وآخره همزة - هي المرأة إذا كانت قليلة لحم الأليتين «منطيق» المراد به هنا التي تتأزر بما يعظم عجيزتها.
المعنى: يذمهم بدناءة الأصل، وبأنهم في شدة الفقر وسوء الحال، حتى إن أمهم لتمتهن في الأعمال؛ فيذهب عنها اللحم ويهزل جسدها لكثرة ما تعمل - وذلك عند العرب مما تذم به المرأة - فتضطر إلى أن تتخذ حشية تضعها فوق جسدها لتعظم أليتها وتكبرها.
الإعراب: «التغلبيون» مبتدأ أول مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد «بئس» فعل ماض دال على إنشاء الذم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب «الفحل» فاعل بئس، مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من بئس وفاعلها في محل رفع خبر مقدم «فحلهم» فحل: مبتدأ مؤخر، وفحل مضاف وضمير الغائبين العائد إلى التغلبيين مضاف إليه، وجملة هذا المبتدأ والخبر في محل رفع خبر المبتدأ الأول الذي هو قوله التغلبيون «فحلا» تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة، وهذا إعراب المبرد، وعليه الشاهد، وأعربه سيبويه حالا مؤكدة و «أمهم» الواو حرف عطف، أم: مبتدأ، وضمير الغائبين مضاف إليه «زلاء» خبر المبتدأ «منطيق» صفة لزلاء، أو خبر بعد خبر، وجملة المبتدأ والخبر معطوفة على جملة المبتدأ الثاني وخبره؛ فهي في محل رفع أيضا بالعطف على الجملة التي هي في محل رفع. =