[شروط إعماله]
  (٤) الرابع: أن لا يكون محدودا(١)؛ فلا تقول: «أعجبني ضربتك زيدا»، وشذّ قوله:
  ١٢٠ - يحايي به الجلد الذي هو حازم ... بضربة كفّيه الملا نفس راكب
(١) السر في عدم تجويزهم إعمال المصدر المحدود - بسبب لحاق تاء الوحدة به مثلا - هو ما قررناه لك في عدم تجويزهم إعمال المصدر المصغر، وهو أن صيغة المصدر المقترن بالتاء ليست هي الصيغة التي أخذ منها الفعل، أو لأن المصدر المحدود قد بعد شبهه بالفعل من جهة أن الفعل يدل على الحدث من غير تقيد بمرة واحدة أو مرتين، وهذا المصدر ذو التاء يدل على الحدث مقيدا بالمرة الواحدة؛ فلما اختلفت الدلالة بعد الشبه بينهما؛ فلم يسغ حمل أحدهما وهو المصدر على الآخر وهو الفعل.
١٢٠ - لم أجد أحدا نسب هذا البيت إلى قائل معين، وقد أنشده الأشموني (رقم ٦٨٢).
اللغة: «يحايي» أراد يحيي «الجلد» الصبور الصلب القوي على احتمال المصاعب والمكاره «حازم» هو الضابط لأموره «الملا» التراب.
المعنى: قال شراح الشواهد - ومنهم المصنف، وتبعه عامة أرباب الحواشي -: إن قائل هذا البيت يصف رجلا كان معه ماء، وقد احتاجه آخر ليشربه، فأعطاه إياه وتيمم بدلا من أن يتوضأ، فأحيا نفس هذا الذي كان يحتاجه، وأصل تركيب البيت على هذا هكذا: يحايي بالماء نفس راكب الجلد الذي هو حازم بضربة كفيه الملا، وستعرف ما فيه، ووجه ما ذكروه أنهم يروونه «يحايي به» ولا يروون شيئا قبله، فلا بد لهم من التماس مرجع للضمير في قوله «به» فتخيلوه الماء، وإن لم يجر له ذكر، والبيت ثاني بيتين رواهما غير واحد من حملة اللغة والأدب، والذي قبله هو قوله:
وداويّة قفر يحار بها القطا ... أدلة ركبيها بنات النّجائب
والرواية الصحيحة في بيت الشاهد «يحايي بها» والضمير عائد على الداوية وهي الصحراء الواسعة، والباء بمعنى في، و «نفس راكب» أراد به نفس الجلد الذي هو حازم؛ فوضع الظاهر موضع المضمر، والأصل: يحايي فيها الجلد نفسه، بأن يتيمم بدلا عن الوضوء ليشرب الماء.
الإعراب: «يحايي» فعل مضارع، مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل «به» أو «بها» جار ومجرور متعلق بيحايي «الجلد» فاعل يحايي «الذي» اسم موصول نعت للجلد مبني على السكون في محل رفع «هو» مبتدأ «حازم» خبر المبتدأ، والجملة لا محل لها صلة «بضربة» جار ومجرور متعلق بيحايي، وضربة مضاف وكفي من «كفيه» مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله، مجرور بالياء المفتوح ما قبلها تحقيقا المكسور ما بعدها تقديرا لأنه مثنى، وكفي مضاف وهاء الغائب العائد إلى الجلد مضاف إليه، مبني على الكسر في محل جر «الملا» مفعول به لضربة، منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر «نفس» مفعول به ليحايي، منصوب بالفتحة الظاهرة، ونفس مضاف و «راكب» مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: «ضربة كفيه الملا» فإن ضربة مصدر محدود، ومع ذلك قد أعمله؛ فأضافه إلى فاعله - وهو قوله «كفيه» - ثم نصب به المفعول به - وهو قوله «الملا» - وذلك شاذ، بسبب كون =