شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[شروط إعماله]

صفحة 295 - الجزء 1

  فأعمل الضّربة في الملا، وأما «نفس راكب» فمفعول ليحايي، ومعناه أنه عدل عن الوضوء إلى التيمم وسقى الراكب الماء الذي كان معه فأحيا نفسه.

  (٥) الخامس: أن لا يكون موصوفا قبل العمل، فلا يقال: «أعجبني ضربك الشّديد زيدا» فإن أخّرت «الشديد» جاز، قال الشاعر:

  ١٢١ - إنّ وجدي بك الشّديد أراني ... عاذرا فيك من عهدت عذولا

  فأخّر «الشّديد» عن الجار والمجرور المتعلق بوجدي.

  (٦) السادس: أن لا يكون محذوفا، وبهذا ردّوا على من قال في «ما لك وزيدا»: إن


= المصدر المحدود بعيد الشبه بالفعل كما قلناه لك قريبا، أو بسبب كون صيغة المصدر المحدود ليست هي الصيغة التي أخذ منها الفعل، وذلك نظير ما قلناه في المصدر المصغر والمثنى والمجموع.

١٢١ - لم أقف على نسبة هذا البيت إلى قائل معين.

اللغة: «وجدي» الوجد: العشق أو أشده «عاذرا» اسم فاعل من قولك: عذر فلان فلانا يعذره - على وزن ضربه يضربه - إذا دفع عنه اللوم، أو التمس له عذرا «عذولا» فعول بمعنى فاعل: أي عاذل، أو صيغة مبالغة معناه الشديد العذل، والعذل: اللوم والتعنيف على ما تفعله.

المعنى: لقد زاد وجدي وبان للناس تهيامي بك، حتى لقد صار الذين كانوا يلومونني على محبتي إياك يلتمسون لي الأعذار.

الإعراب: «إن» حرف توكيد ونصب «وجدي» وجد: اسم إن منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، ووجد مضاف وياء المتكلم مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله «بك» جار ومجرور متعلق بوجد «الشديد» صفة لوجد، منصوبة بالفتحة الظاهرة «أراني» أرى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى وجد، والنون للوقاية، والياء مفعول أول لأرى «عاذرا» مفعول ثالث لأرى تقدم على المفعول الثاني «فيك» جار ومجرور متعلق بعاذر «من» اسم موصول: مفعول ثان لأرى، مبني على السكون في محل نصب «عهدت» فعل وفاعل، وله مفعول محذوف هو ضمير غيبة عائد إلى الاسم الموصول، والجملة لا محل لها صلة الموصول «عذولا» حال من مفعول عهدت، والجملة من أرى وفاعله ومفاعيله في محل رفع خبر إن، وتقدير الكلام: إن الوجد الشديد أراني الذي عهدته عذولا عاذرا فيك.

الشاهد فيه: قوله «وجدي بك الشديد» فإن «وجد» مصدر، وهو موصوف بقوله «الشديد» وقوله «بك». متعلق بهذا المصدر؛ فلما قدم هذا المتعلق على الوصف بقوله «الشديد» جاز، ولو أخره فقال: «إن وجدي الشديد بك» لامتنع؛ لأن الشرط هو ألا يكون موصوفا قبل العمل، هكذا قالوا، وفي كلامهم مقال.