شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[اسم الفاعل، وشروط إعماله]

صفحة 299 - الجزء 1

  تعالى: {أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً}⁣(⁣١) تقديره: أو أن يطعم في يوم ذي مسغبة يتيما.

  (٣) الثالث: المعرّف بأل، وإعماله شاذ قياسا واستعمالا، كقوله:

  ١٢٥ - عجبت من الرّزق المسئ إلهه ... ومن ترك بعض الصّالحين فقيرا

  أي: عجبت من أن رزق المسئ إلهه، ومن أن ترك بعض الصالحين فقيرا.

  * * *

[اسم الفاعل، وشروط إعماله]

  ص - واسم الفاعل كضارب ومكرم، فإن كان بأل عمل مطلقا، أو مجرّدا فبشرطين:

  كونه حالا أو استقبالا، واعتماده على نفي أو استفهام أو مخبر عنه أو موصوف، و {باسِطٌ ذِراعَيْهِ} على حكاية الحال، خلافا للكسائي، و «خبير بنو لهب» على التّقديم والتّأخير، وتقديره: خبير كظهير، خلافا للأخفش.


(١) من الآيتين ١٤، ١٥ من سورة البلد.

١٢٥ - وهذا البيت مما لم أقف له على نسبة إلى قائل معين.

المعنى: يتعجب من أن اللّه تعالى يرزق بعض المسيئين الذين لا يستحقون - في نظره - أن يرزقهم، ويوسع عليهم، ومن أنه سبحانه يترك بعض الصالحين ضيق الحال مقترا عليه، وهذا كقول ابن الراوندي الزنديق:

كم عالم عالم أعيت مذاهبه ... وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا

هذا الّذي ترك الأوهام حائرة ... وصيّر العالم النّحرير زنديقا

الإعراب: «عجبت» فعل وفاعل «من الرزق» جار ومجرور متعلق بعجب، والرزق مضاف و «المسئ» مضاف إليه، من إضافة المصدر إلى مفعوله «إلهه» إله: فاعل المصدر مرفوع بالضمة الظاهرة، وإله مضاف والضمير العائد للمسيء مضاف إليه «ومن ترك» الواو عاطفة، من ترك: جار ومجرور معطوف على الجار والمجرور السابق، وترك مضاف، و «بعض» مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله، وبعض مضاف و «الصالحين» مضاف إليه «فقيرا» حال من بعض الصالحين.

الشاهد فيه: قوله «الرزق المسئ إلهه» حيث أضاف المصدر المقرون بأل، وهو قوله: الرزق، إلى مفعوله، وهو قوله: المسئ، ثم أتى بفاعله، وهو قوله: إلهه، وإعماله مع كونه مقترنا بأل شاذ في القياس والاستعمال، أما شذوذه في القياس فلأن المصدر عمل بالحمل على الفعل واقترانه يبعد شبهه من الفعل، وأما في الاستعمال فلأن وروده عن العرب نادر.