[اسم الفاعل، وشروط إعماله]
  فأنتما: فاعل بواف؛ لاعتماده على النفي، ومثال الاستفهام قوله:
  ٣٩ - ... أقاطن قوم سلمى أم نووا ظعنا ...
  ومثال اعتماده على المخبر عنه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ}(١).
  ومثال اعتماده على الموصوف قولك: «مررت برجل ضارب زيدا» وقول الشاعر:
  ١٢٧ - إنّي حلفت برافعين أكفّهم ... بين الحطيم وبين حوضي زمزم
  أي: بقوم رافعين.
  وذهب الأخفش إلى أنه يعمل وإن لم يعتمد على شيء من ذلك، واستدل بقوله:
  ١٢٨ - خبير بنو لهب؛ فلا تك ملغيا ... مقالة لهبيّ إذا الطّير مرّت
٣٩ - وهذا البيت أيضا قد مضى بيان وجه الاستشهاد به بما لا تحتاج معه إلى إعادة شيء عنه، وارجع إليه في أثناء مباحث المبتدأ والخبر أيضا.
(١) من الآية ٣ من سورة الطلاق، والتمثيل بهذه الآية الكريمة يتم على قراءة تنوين «بالغ» ونصب «أمره».
١٢٧ - لم أجد أحدا نسب هذا البيت إلى قائل معين.
اللغة: «الحطيم» بحاء مهملة مفتوحة - اسم لحجر البيت الحرام في مكة «زمزم» اسم لبئر معروفة في مكة بجوار البيت الحرام، وهي الآن في داخل المسجد بعد توسعته.
الإعراب: «إني» إن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه، مبني على السكون في محل نصب «حلفت» فعل وفاعل، والجملة في محل رفع خبر إن «برافعين» جار ومجرور متعلق بحلف «أكفهم» أكف: مفعول به لرافعين؛ لكون رافعين جمع اسم فاعل، منصوب بالفتحة الظاهرة، وأكف مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه «بين» ظرف متعلق برافعين، وبين مضاف و «الحطيم» مضاف إليه «وبين» الواو عاطفة، وبين ظرف معطوف على الظرف السابق، وبين مضاف و «حوضي» مضاف إليه، منصوب بالياء المفتوح ما قبلها تحقيقا المكسور ما بعدها تقديرا لأنه مثنى، وحوضي مضاف و «زمزم» مضاف إليه.
الشاهد فيه: قوله «برافعين أكفهم» حيث أعمل جمع اسم الفاعل، وهو قوله «رافعين» عمل الفعل، فنصب به المفعول وهو قوله «أكفهم»؛ لكونه معتمدا على موصوف محذوف، إذ التقدير: حلفت برجال رافعين أكفهم، وأنت خبير أن المحذوف المدلول عليه كالمذكور.
١٢٨ - نسب العلماء هذا الشاهد لرجل من طيئ، ولم يعينوه، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٦٦) والأشموني (رقم ١٣٩) وابن عقيل (رقم ٤١). =