شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[شروط النصب بإذن ثلاثة]

صفحة 82 - الجزء 1

  و:

  ... إذن واللّه نرميهم بحرب ...

  ش - الناصب الثالث «إذن» وهي حرف جواب وجزاء عند سيبويه⁣(⁣١)، وقال الشلوبين: هي كذلك في كل موضع. وقال الفارسي: في الأكثر؛ وقد تتمحّض للجواب؛ بدليل أنه يقال: «أحبّك» فتقول: «إذا أظنّك صادقا» إذ لا مجازاة بها هنا.

[شروط النصب بإذن ثلاثة]

  وإنما تكون ناصبة بثلاثة شروط:

  الأول: أن تكون واقعة في صدر الكلام، فلو قلت: «زيد إذن»، قلت: «أكرمه» بالرفع.

  الثاني: أن يكون الفعل بعدها مستقبلا، فلو حدّثك شخص بحديث فقلت: «إذن تصدق» رفعت، لأن المراد به الحال.

  الثالث: أن لا يفصل بينهما بفاصل غير القسم، نحو: «إذن أكرمك»، و «إذن واللّه أكرمك»، وقال الشاعر:

  ١٣ - إذن واللّه نرميهم بحرب ... تشيب الطّفل من قبل المشيب


(١) إذا قال لك قائل: «أزورك غدا» فقلت له: «إذن أكرمك» فقد أجبته بهذا الكلام، وجعلت إكرامك له عند مجيئه جزاء له، وعلى هذا لا تقع «إذن» في كلام مقتضب ابتداء من غير أن يكون هناك ما يقتضي الجواب، بل لا بد أن يكون هناك ما يقتضي الجواب إما لفظا كما مثلنا، وإما تقديرا، وهل هي مقتضية للجواب وللجزاء معا في كل كلام تقع فيه؟ ذهب الشلوبين إلى أنها تدل عليهما في كل كلام، وتكلف في تخريج بعض الأمثلة بيان ما خفي من الجزاء فيه، وذهب أبو علي الفارسي إلى أن دلالة «إذن» على الجواب والجزاء معا في غالب الأمثلة، وقد تتمحض عنده للجواب، فإذا قال لك قائل: «إني أحبك» فقلت له: «إذن أصدقك» أو قلت له: «إذن أظنك صادقا» فقد أجبته بهذا الكلام، ولكنه لا يكون جزاء، وبيان ذلك أن تصديق المتكلم أو ظن صدقه واقع في الحال، والجزاء لا يكون في الحال؛ وهذا بيان ما ذكره المؤلف ¥.

١٣ - نسب بعض الناس هذا البيت إلى حسان بن ثابت ¥، واستبعد هذه النسبة جماعة من المحققين؛ لما فيه من الحشو الذي لا حاجة إليه ولا محل له، وقد بحثت ديوان شعره فوجدت بعض شارحيه قد أضافه بيتا مفردا إلى شعر حسان من غير أن يكون معه سابق أو لاحق، ولم يذكر من قيل في شأنه، والبيت قد استشهد به المؤلف في «أوضح المسالك» (رقم ٤٩٧) وفي شذور الذهب (رقم ١٤٥) كما استشهد به الأشموني أيضا في نواصب المضارع.

اللغة: «بحرب» كلمة حرب مؤنثة بدون علامة تأنيث؛ فيعود الضمير عليها مؤنثا، تقول: «الحرب قد وضعت أوزارها» هذا هو الغالب في استعمالها، وقد تذكّر إذا أولت بالقتال، فيعود الضمير عليها =