شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[المسألة الثالثة: بعد فاء السببية في جواب نفي أو طلب]

صفحة 96 - الجزء 1

  والاستفهام⁣(⁣١)، كقوله:

  ٢٠ - هل تعرفون لباناتي فأرجو أن ... تقضى، فيرتدّ بعض الرّوح للجسد

  والعرض، كقوله:


= اللغة «سنن» هو بفتح السين والنون جميعا، وهو الطريق، والمراد هنا الطريق المعنوي كالصراط في قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ} «الساعين» جمع ساع.

المعنى: يدعو اللّه تعالى أن يهديه إلى الطريق القويم طريق الخير الذي يسلكه الذين يسعون إلى الفلاح؛ فلا يميل عن هذا الطريق ولا ينحرف.

الإعراب: «رب» منادى بحرف نداء محذوف، والأصل يا رب، وهو منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة اكتفاء بكسر ما قبلها، منع من ظهور هذه الفتحة حركة المناسبة، ورب مضاف، وياء المتكلم المحذوفة وهي منوية الثبوت مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر، والأصل يا ربي «وفقني» وفق: فعل دعاء، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، مبني على السكون في محل نصب «فلا» الفاء فاء السببية، ولا: حرف نفي، وكلاهما لا محل له من الإعراب «أعدل» فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «عن» حرف جر «سنن» مجرور بعن، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بأعدل، وسنن مضاف، و «الساعين» مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها لأنه جمع مذكر سالم «في» حرف جر «خير» مجرور بفي، والجار والمجرور متعلق بالساعين؛ لأنه جمع اسم فاعل، واسم الفاعل كالفعل يتعلق به الجار والمجرور والظرف، وخير مضاف و «سنن» مضاف إليه، مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وسكن آخره لأجل الوقف.

الشاهد فيه: قوله «فلا أعدل» حيث نصب الفعل المضارع - وهو قوله «أعدل» - بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية الواقعة في جواب فعل الدعاء - وهو قوله «وفق» - كما يفهم من إعراب البيت.

(١) يشترط في نصب المضارع الواقع في جواب الاستفهام ألا يكون بأداة بعدها جملة اسمية خبرها جامد، نحو «هل أخوك زيد فأكرمه» فلا يجوز في «أكرمه» في هذا المثال النصب، بل يتعين رفعه.

٢٠ - لم أجد أحدا نسب هذا البيت إلى قائل معين، وقد أنشده الفراء، واستشهد به الأشموني في نواصب المضارع.

اللغة: «لباناتي» بضم اللام وفتح الباء الموحدة مخففة - جمع لبانة، وهي الحاجة التي يطلبها ذو الهمة العالية «فيرتد» أي: يعود ويرجع، وكنى بارتداد بعض الروح عن طمأنينة خاطره وثلج صدره، وقال «بعض الروح» إما على إقحام كلمة بعض، وإما لأنه لا يؤمل أن تقضى له جميع لباناته، بل غاية آماله أن يقضى بعضها فيعود له بعض الروح، على أن هذا بحث في اللفظ باعتبار مدلوله الأول، =