شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[المسألة الثالثة: بعد فاء السببية في جواب نفي أو طلب]

صفحة 97 - الجزء 1

  ٢١ - يا بن الكرام ألا تدنو فتبصر ما ... قد حدّثوك؛ فما راء كمن سمعا


= ونحن قررنا أنه كنى به عن معنى آخر.

المعنى: يستفهم من جماعة عن معرفتهم لحاجاته التي تعلقت بها همته العالية فيترتب على معرفتهم إياها رجاؤه قضاءها الذي تنشأ عنه راحة نفسه.

الإعراب: «هل» حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب «تعرفون» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة فاعل مبني على السكون في محل رفع «لباناتي» لبانات: مفعول به لتعرفون، منصوب بالكسرة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، ولبانات مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر «فأرجو» الفاء فاء السببية، أرجو: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «أن» حرف مصدري ونصب، مبني على السكون لا محل له من الإعراب «تقضى» فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى لباناتي، وأن المصدرية وما دخلت عليه في تأويل مصدر منصوب يقع مفعولا به لأرجو، والتقدير: فأرجو قضاءها «فيرتد» الفاء حرف عطف، يرتد: فعل مضارع معطوف على تقضى، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة «بعض» فاعل يرتد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وبعض مضاف و «الروح» مضاف إليه، مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة «للجسد» جار ومجرور متعلق بيرتد.

الشاهد فيه: قوله «فأرجو» حيث نصب الفعل المضارع - وهو قوله «أرجو» - بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية الواقعة في جواب الاستفهام المدلول عليه بقوله «هل تعرفون لباناتي».

٢١ - هذا الشاهد أيضا من الأبيات التي لم أجد أحدا نسبها إلى قائل معين، وقد استشهد به الأشموني في باب إعراب الفعل، والمؤلف في الشذور (رقم ١٥٢) وابن عقيل (رقم ٣٢٦).

اللغة: «الكرام» جمع كريم «تدنو» تقرب، وأراد به أن ينزل بدارهم «راء» اسم فاعل من الرؤية حذفت لامه للتخلص من التقاء الساكنين.

المعنى: يعرض على رجل من المعترف لهم بكرم الأصول أن يزورهم ليرى بنفسه ما قد حدثه به الناس عنهم: من حسن لقائهم للضيف، وقيامهم له بما توجبه الأريحية، ثم علل هذا العرض بأن الذي يرى ليس كالذي يسمع، يريد أن المشاهدة أقوى في معرفة حقيقة الأمر من السماع به؛ لما يعرض في الأخبار من الزيادة والنقص والمبالغة ونحوها.

الإعراب: «يا» حرف نداء «ابن» منادى منصوب بالفتحة الظاهرة، وابن مضاف و «الكرام» مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة «ألا» حرف دال على العرض، مبني على السكون لا محل له من الإعراب «تدنو» فعل مضارع، مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فتبصر» الفاء فاء السببية، تبصر: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة =